غزة: توضأ زهدي منذ شهرين وبقي تحت ركام المسجد دون صلاة

30.10.2014 02:50 PM

غزة – محمد عثمان: لا تتوقف معاناة الغزيين عند عدد الشهداء المرتفع في كل عدوان تشنه إسرائيل عليهم، بل يرتسم على خارطة تلك المعاناة وجوه أخرى من المآسي المستمرة، التي ما تلبث ان تنتهي حرب حتى تبدأ أخرى بقصص جديدة.

فالشاب زهدي أبو الروس، من مخيم النصيرات وسط مدينة غزة، والبالغ من العمر 23 عامًا، فُقدت جثته بعد القصف الإسرائيلي لمسجد "القسام" الواقع في المخيم، الذي كان بداخله أثناء القصف يتجهّز لصلاة الفجر في اليوم الـ 33 من العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، غير أن ما حدث، هو انتشال جثث المواطنين الثلاثة الذين استشهدوا معه ولم يُعثر حتى الآن على جثته.

أين جثته؟ كان هذا الشغل الشاغل حتى يوم الاثنين الماضي، حيث عثر عليها  في المساحة الأخيرة التي تبقّى فيها الركام، ليتجدد الحزن في قلوب محبيه، فيما شيّعته جماهير غفيرة في مخيم النصيرات وسط غزة إلى مثواه الأخير في ذات اليوم، ليسدل الستار على قصة فقدانه.

وتخبرنا عائلته عن فترة فقدان الجثة، وكيفية بحثها بالقول لــ وطن، إنها "قامت بإزالة ركام المسجد دقيقة بدقيقة، علّها تجد جثة زهدي أو حتى أجزاء منها".

وقال والده: زهدي كان يهم بالوضوء أثناء قصف المسجد بصاروخ تحذيري، وكان معه ثلاثة آخرين، صعد إلى الطابق ليعرف ماذا حصل، وما هي إلا ثوانٍ حتى ضربت قنبلة يُعتقد أنها ارتجاجية المسجد أحدثت زلزالًا في مسافة كيلومترات عدة عن المسجد الذي تم تدميره بشكل كامل.

وزهدي تزوج منذ نحو عام، وله ابنة تبلغ من العمر تسعة شهور، كان يعمل بمهنة صيانة الأجهزة الكهربائية.

تصميم وتطوير