دعوات لحماية النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض

08.04.2015 10:20 AM

رام الله- وطن: دعا مسؤولون وأكاديميون وباحثون وناشطون بيئيون إلى اتخاذ إجراءات وتدابير عملية لحماية التنوع الحيوي في فلسطين.

وطالبوا خلال ندوة متلفزة نظمها مركز التعليم البيئي في الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، وشبكة المنظمات الأهلية البيئية (أصدقاء الأرض – فلسطين)، بالتعاون مع سلطة جودة البيئة بتأسيس بنوك جينية لحماية الأنواع المهددة، وإطلاق المزيد من بنوك البذور، وتأهيل الطيور المصابة خلال مواسم الهجرة، والإعلان عن المحميات الطبيعية، بجانب معشبة نباتية، وتنفيذ دراسات مسحية لحصر التنوع الحيوي، وأخرى خاصة بحماية الطيور وتحجيلها.

وأطلقوا دعوات لتوثيق أشكال التنوع الحيوي في فلسطين، وتجميع النباتات النادرة وتكثيرها، وإقامة حدائق نباتية، بجوار بث برامج إعلامية وتثقيفية تواكب ما تتميز به فلسطين من أربع أقاليم نباتية هي: المتوسط، والصحراوي، والإيراني –الطوارني، والتوغل السوداني. في وقت عرفت الأمم المتحدة التننوع الحيوي "المجموع الكلي للنباتات والحيوانات والفطريات والكائنات الدقيقة على الأرض، وتنوعاتها الجينية ومجموعاتها ونظمها البيئية".

واستضاف الحوار الذي حمل اسم (التنوع الحيوي في فلسطين: تحيات وحلول) المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي الخبير البيئي سيمون عوض، ومدير عام المصادر البيئية في "جودة البيئة" د.عيسى عدوان، ورئيس دائرة الجغرافيا السابق بجامعة بيرزيت المحاضر د. عثمان شركس.
فيما شارك فيه ممثلون عن الشبكة، ومجموعة الهيدرلوجيين، ووزارة الزراعة، والإغاثة الزراعية، ومركز أبحاث الأراضي، وجمعية المرأة الريفية، وأعده وقدمه الصحافي المهتم بقضايا البيئة عبد الباسط خلف.

وقال عوض إن التنوع الحيوي في فلسطين تعرض لهجمات تاريخية خلال القرن الماضي شنتها قوى الاحتلال المختلفة، فيما أكملت إسرائيل تدمير عناصر التنوع الحيوي، وأتى استيطانها الاستعماري عليه، وسيطر على موارده المائية، ومع هذا يجب أن لا يكون الاحتلال شماعة لكل الأخطاء والتجاوزات.

وأكد د.شركس أن فلسطين غنية بالتنوع الحيوي، إذ تضم 2500 نوعاً، و420 نوعاً  نادرا و79 نوعًا، لكهنها مهددة بالاحتلال، وبممارسات المجتمع كالرعي الجائر والاقتلاع الجائر لها.

وأضاف إن فلسطين شاهدة على ظلم الاحتلال للبيئة، وبخاصة الاستيطان الذي دمر المحميات الطبيعية، كالحال في جبل ابو غنيم، الذي أصبح مستوطنة أتت على أشجار أصيلة ونادرة.

وأشار د.عدوان إلى إجراءات الاحتلال القمعية، شوهت التنوع الحيوي، ودفعت بالمواطنين لهجرة السفوح الشرقية، والضغط على المناطق الوسطى، ما تسبب في حصول تجاوزات عديدة أضرت بالغطاء النباتي.

وتابع أن "جودة البيئة" تسعى إلى تنفيذ مسح للتنوع الحيوي؛ لحصر الأنواع، وبخاصة أن  بعض النباتات مهدده، وقائمة أخرى تفيد بوجود  قائمة من 500  نبتة فلسطينية، سيمتد لسنوات طويلة، ويحتاج موازنات كبيرة.

وقال عوض إن المركز ينشط في مجال توعية الأجيال الشابة بعناصر بيئتنا، وتنوعنا الحيوي، ويوفر عبر حديقة التنوع الحيوي في مقره جولات تعليم تطبيقية للطلبة.

وذكر د. عدوان أن فلسطين أصبحت في الثاني من شباط رسمياً عضوا في "الجنايات الدولية"، ووقعت على اتفاقية التنوع الحيوي، ما يعني أن قانون البيئة الفلسطيني سيجري إضافة بنود إلى مواده.

وأضاف أن الضفة الغربية وغزة تشهدان وجود 51 محمية طبيعية منذ عام 1996، بمساعدة 240 كيلومترًا، وهي مناطق يمنع مزاولة أي نشاط فيها. فيما تضم لجنة تقييم الضرر البيئي 13 عضواً من مؤسسات رسمية وأهلية.

وتحدث عوض عن تجربة "التعليم البيئي" الذي تأسس قبل 30 عامًا، وأطلق برامج توعوية للأطفال وطلبة المدارس والمجتمع، يتعلمون خلالها بتفاعل مع معلميهم حول التنوع الحيوي وما يتهدده.

وقال مدير عام المصادر البيئية في "جودة البيئة" إن الوعي البيئي في مجتمعنا ليس كما هو مطلوب، لكن المنهاج الفلسطيني يكفي لإحداث توعية بيئية لدارسيه.

وأوضح د. شركس أن النباتات المهددة في فلسطين هي العلاجية وجميلة المنظر كالترمس البري والسوسن والسحلب والنرجسن وغيرها.

ومما جاء في الندوة، إن في فلسطين التاريخية 530 نوعًا من الطيور، فيما أجرى "التعليم البيئي" مسحًا لطيور الضفة الغربية وغزة، أكد وجود 347 نوعاً. في وقت تضم سوريا 3200 نوعا نباتياً. مقابل 4600 للبنان، وقد تراوح عدد أنواع الكائنات الحية بين 5 ملايين و80 مليونًا، فيما لم يجر سوى 1,6 مليون.

بدورها، أشارت منسقة شبكة المنظمات الأهلية البيئية الفلسطينية عبير البطمة إلى أن الشبكة تنفذ حاليًا دراسة مسحية لقياس تداعيات عدوان الاحتلال على غزة، بتنوعها الحيوي ومياهها ومواطنيها.

وقدم ضيوف الحوار، الذي جاء ضمن إحياء فعاليات الخامس من آذار (يوم البيئة الفلسطيني) ، مداخلات حول التوعية والتربية البيئية، والقوانين والتشريعات الأممية, والإعلام البيئي، وسبل تحفيز المبادرات الصديقة للبيئة، وآليات حماية التنوع الحيوي.

تصميم وتطوير