صامد صنوبر: طالبوني بترك حراك المعلمين .. رفضت فقاعدوني!

08.03.2018 05:22 PM

نابلس-وطن- وفاء عاروري: حين دخلنا بيت المعلم المحال للتقاعد صامد صنوبر "31 عاما"، كانت الحلوى بانتظارنا على طاولة الضيافة؛ لا لأجل إحالته للتقاعد، وانما تهليلا بولادة أحمد جرار، فصنوبر رزقه الله قبل أسابيع بمولود جديد، أسماه بهذا الاسم تيمنا بالشهيد جرار، وبين ولادة هذا الطفل وإحالة والده للتقاعد المبكر، حكاية وطن أثخنته الجراح.

صامد وخلال لقائه مع "وطن"، قال إنه" يعمل كمعلم للغة العربية منذ سبع سنوات، كان ذلك قبل أن يتلقى اتصالاً هاتفيا من ادارة مدرسته، يخبرونه فيها باحالته للتقاعد".

صنوبر : حراك المعلمين هو السبب

و أضاف صنوبر: "حين توجهت إلى مديرية تربية وتعليم جنوب نابلس، وتسلمت كتاب الاحالة للتقاعد، سألتهم عن السبب، فلم يوضحوا أية أسباب بالمطلق، وأكدوا لي أن القرار جاء من الوزارة وليس لهم أي علاقة به".

وتابع أنه" في ظل عدم تقدمه بطلب للتقاعد، وعدم وجود أية أسباب فنية بالمطلق لاتخاذ مثل هذا الاجراء، فإن السبب بكل تأكيد هو دوره في حراك المعلمين الموحد عام 2016".

وأشار صنوبر إلى أن الوزارة تدعي أن التقاعد كان بناء على تقرير لجنة فنية، في حين أن قانون الخدمة المدنية ينص على أن أي لجنة فنية يجب أن تجري مقابلة مع الموظف قبل اتخاذ قرارتها.

ويضيف صنوبر:" أما تقارير الأداء السنوية الخاصة بي، فقد حصلت على تقدير جيد جدًا في خمسة منها، وجيد في تقريرين اثنين".

رسائل شكر عديدة تلقاها صنوبر خلال عمله

وعرض صنوبر أمام عدسة وطن: رسائل شكر وتقدير تلقاها خلال فترة عمله من مديرية التربية والتعليم في قرى جنوب نابلس، وذلك لقاء مشاركته في عدد من الأنشطة اللامنهجية.

تهديدات من الأجهزة الامنية لترك الحراك

وحول حراك المعلمين ونشاطه فيه، قال صنوبر: إن" معلمي جنوب نابلس انتخبوه ليكون ممثلاً  لهم في كافة نشاطات وحوارات حراك المعلمين. مضيفاً "تلقيت عددا من التهديدات آنذاك من الأجهزة الأمنية، من أجل ترك الحراك ولم أفعل".

واسترسل صنوبر حول هذه النقطة تحديدا:  "أتذكر أنني  استدعيت من قبل جهاز المخابرات في مدينة نابلس، واستمر اللقاء أربع ساعات.

وأوضح صنوبر، أن الضابط المناوب طلب منه في حينها، التوقيع على تعهد بعدم ممارسة اي نشاط ضمن حراك المعلمين الموحد، يقول صامد: وكان موقفي حينها أنني حتى لو أردت ترك الحراك فلن اتخذ هذا القرار من داخل مقر جهاز المخابرات، فرفضت قطعيا.

"ضب حالك"

وأضاف صنوبر: بعد ذلك تم استدعائي من جهاز الأمن الوقائي في مدينة نابلس، وتعرضت لتهديد مباشر من مدير الجهاز هناك، وقال لي حرفيا: "ضب حالك والا بتعرف شو بصير فيك".

فرفض صنوبر ذلك وواصل نشاطه في الحراك.

رسالة عبر وطن

ووجه صنوبر عبر وطن رسالة إلى المسؤولين وصناع القرار، يقول فيها: يؤسفني أن نصل الى هذه المرحلة في فلسطين من سياسة تكميم الافواه وقطع الارزاق، وتابع: "كيف لنا نطالب الاحتلال بحريتنا، في حين أن حريتنا الداخلية مكبوتة وأفواهنا مكممة؟!

يشار إلى أن المعلم صنوبر يتابع قضيته مع المؤسسات الحقوقية، التي بدورها تتابع حاليا عشرات قضايا الاحالة للتقاعد المبكر على الخلفية ذاتها.

 


 

تصميم وتطوير