حسام لـ " وطن": لم ار النور منذ ستة شهور

24.09.2012 09:57 AM

وطن - نزار حبش: " أشعر بالاختناق في بيت تأكله الرطوبة يوميا وتأكلني معه، لم أخرج منذ 6 شهور، فقط أريد استنشاق هواء نظيف!" يقول حسام أبو عوقة (28 عامًا)، الذي يحرمه غياب كرسي كهربائي التجوّل في شوارع المخيم وخارجه، فالكرسي الذي يحمل عجزه منذ 17 عامًا، لا يقوى على تعرجات أزقة مخيم الأمعري.

وعلى عتبة البيت، يجلس حسام ليراقب الأطفال والشباب يلعبون ويتجولون، مستذكرًا ما ضاع من لهو طفولته بسبب إصابته بالشلل الكامل إثر حادث عرضي في المدرسة، ومتمنيًا التحرك بحرية مثلهم.

فقدان حسام قدرته على السير وعدم تمكن عائلته توفير العلاج، جزء ألم يحيط بالعائلة؛ فقبل سنوات فقد أخاه إثر إصابته بمرض عضال. ووالده يعاني اليوم من الغرغرينا التي أفقدته قدمه اليسرى، إضافة إلى معاناته من مرض السكري والقلب.

يحدثنا الوالد (حسن أبو عوقة) عن محاولاته الساعية لتأمين العلاج له ولحسام " لجأت إلى مجموعة من المؤسسات الخيرية دون فائدة، وتكلفة الحذاء الطبي تقارب 1000 دولار لا أملكها" ويردف "مساعدة حسام أهم مني الآن".

وضمن هذه الظروف التي تعايشها العائلة يوميًا، لا معيل سوى مدحت، الابن الأصغر، الذي يعمل موظفًا غير مثبت في وزارة المالية، يتقاضى نحو 1500 شيكل شهريًا. بالإضاقة إلى ما تتلقاه من مساعدة وزارة الشؤون الاجتماعية الشهرية بقيمة (250 شيكل).

يقول مدحت "ما حدا سائل فينا، اذا ذهبت الى العمل أحضر بعض النقود وإذا لم أذهب تموت العائلة من الجوع"
الجولة القصيرة برفقة حسام في أزقة المخيم انتهت. وانتهت زيارتنا.. فرح برؤية الشمس بعد افتقادها لأشهر، وبعدها عاد إلى بيته. تحمله والدته متعبًا وتضعه على السرير، وتودعه قبل أن ينام ب "تصبح على كرسي كهربائي وعلاج".

وهذه الجولة القصيرة ليست الأخيرة، هي فاتحة لجولات عدة، تحمل كل واحدة فيها حكاية متلفزة، مشكّلة سلسلة بعنوان "صرخات إنسانية" يعدها تلفزيون "وطن"، لتسليط الضوء على قصص المهمشين والمنسيين في حسابات صناع القرار، والوصل بين المواطن والمسؤول، والمواطنين أنفسهم كشركاء في الإنسانية.

تصميم وتطوير