خطوط الضغط العالي تمزق طفولة عثمان

20.03.2013 04:11 AM
رام الله - وطن – نزار حبش: عذاب يومي تذوقه عائلة الطفل عثمان الرفاعي، في ملبسه وطعامه وشرابه، فعثمان (8 أعوام) وأثناء تواجده في مدرسة "كفر عين"، تعرض لصعقة كهربائية من خطوط الضغط العالي، ما أدى إلى بتر ذراعه وكتفه من يمين جسده المحترق، أما ذراعه اليسرى وقدمه اليمنى فهي أطراف بلا أعصاب ومهددة بالقطع في أية لحظة.

يقول والد الطفل، عزيز الرفاعي: وقع الحادث في 15 تشرين الأول 2012، حيث كانت خطوط الضغط العالي تتدلى على ارتفاع (70) سم، فقط عن سطح المدرسة، فوق رؤوس الأطفال دون حسيب أو رقيب.

وكان عثمان، في حينه، يلهو بعد فترة الدوام مع أصدقائة في المدرسة، فلمست يده خطوط الضغط العالي دون قصد، وفقًا لتأكيدات العائلة.

وحمّل الرفاعي شركة كهرباء القدس "المسؤولية الكاملة عن الكارثة التي ألمت بالطفل والعائلة".

ويقول الرفاعي "كل جهود الأطباء حاليا تصب في الحفاظ على يد عثمان اليسرى كمنظر فقط، خصوصا أن عضلاتها وأعصابها وأوتارها احترقت بالكامل".

والدة الطفل، تندب حظها على مصابها الجلل وتذرف الدموع على طفلها الذي بات "عبئًا" على العائلة.

وتتمنى أن يستطيع عثمان القيام بحاجاته الاساسية كالذهاب إلى الحمام وتناول الطعام والذهاب إلى المدرسة كبقية أطفال القرية.

تتابع: قلبي زي النار عليه، يا ريت أنا ولا عثمان.

وكان مجلس قروي كفر عين (شمال غرب رام الله) وجّه خمسة كتب رسمية لشركة الكهرباء، تطالب بإزالة الكوابل، ومحذرةً من خطورتها، كان أولها أواخر تشرين أول/ أكتوبر 2010،أي قبل إصابة عثمان بعامين.

وتؤكد العائلة ومجلس القرية أن شركة الكهرباء وبعد 12 ساعة فقط من الحادثة أزالت الكوابل ووضعتها في شبكة جاهزة تحت الأرض، في أقل من 40 دقيقة، ما دفع المشتكين إلى اتهام الشركة بـ"إخفاء ملامح الجريمة".

بدوره، قال عضو المجلس القروي، ناصر الرفاعي، إن "كل المراسلات راحت دون فائدة، هم ينتظرون وقوع الكارثة ليتحركوا".

وتابع: إهمال شركة الكهرباء وقصورها عن أداء واجبها المهني والوطني، هما السبب في وقوع الكارثة.

في المقابل، قال مساعد مدير عام شؤون التطوير والتخطيط الإستراتيجي في شركة كهرباء القدس، علي حمودة، إن شركة الكهرباء "طالبت مجلس قروي كفر عين بعدم المباشرة في توسيع بناء المدرسة قبل تنحية خط الضغط العالي فوق البناء، لما لذلك من خطر مباشر على العمال والطلبة على حد سواء".

وقال إن المسؤولية "تقع على أطراف عدة، أبرزها وزارة التربية والتعليم باعتبارها صاحبة المشروع، وعلى المجلس القروي، وعلى المقاول الذي باشر بالعمل".

وشدد حمودة أن الهم الرئيس لشركة الكهرباء "الحفاظ على سلامة أبناء شعبنا".

وفي سياق الاتهامات وما يقابلها، يقضي عثمان معظم حياته في غرف العمليات، فالسلطة الفلسطينية أسهمت بنصف تكاليف العلاج، أما النصف الآخر، فلا تستطيعه عائلة الرفاعي، حيث يعمل والد عثمان موظفا في وزارة التربية والتعليم.

يشار إلى أن تكاليف علاج الطفل في مشفى "تل هشومير" الإسرائيلي بلغت في مرحلتها الأولى حوالي 500 ألف شيقل.

تصميم وتطوير