نظام بتير المائي التاريخي ينقذ أراضيها من بين مخالب الجدار

19.08.2013 08:28 AM
بيت لحم -- حمزة السلايمة- وطن:تنهمك المزارعة بثينة المشني من بلدة بتير التاريخية الواقعة إلى الغرب من مدينة بيت لحم بالإهتمام بنباتاتها ومحصول الباذنجان الذي تشتهر بزراعته البلدة، مع تهديدات الاحتلال المستمرة ببناء جدار الفصل العنصري على أطراف البلدة بدعوى حماية سكة الحديد والقطار الذي يمر بأراضيها.

الشمس عمودية والحاجة بثنية تتفقد مزروع الباذنجان البتيري، تابعت عدسة "وطن للأبناء" مراقبتها وهي تروي محصولها وتقول:" نعتاش من تراب هذه الأرض التي نسقيها ونحافظ عليها منذ عشرات الأعوام، ولم يستطع الاحتلال على مدار الايام الماضية انتزاعها رغم قربها من حدود الخط الأخضر " .

وأضافت "نتخوف من شروع الاحتلال ببناء الجدار بالقرب من سكة الحديد، رغم تمكننا من الحصول على قرار من المحكمة الإسرائيلية يطالب الجيش باقتراح بدائل للجدار في هذه المنطقة ".

يمتد تاريخ بلدة بتير لخمسة آلاف عام وتشتهر بعيون الماء الطبيعية وبالمدرجات الزراعية والنظام المائي الهندسي العادل الذي يصل عبر قنوات إلى جنان البلدة ويعتاش منه المزارعون .

وحول هذا النظام، قال رئيس المجلس القروي في بلدة بتير حسن عوينة: " يتسم هذا النظام بالعدالة ولا يمكن لأحد أن يظلم في حقة في ري مزروعاته منذ زمن بعيد".
وأكد " أن ممثلين عن عائلات البلدة الثمانية، تجتمع مع قرب حلول الصيف في كل عام وتتفق على تقسيم الماء عليها وفقأ لنظام يسمى المعدود ، يتم من خلاله توزيع المياة على العائلات ". مضيفاً " تتفق هذه العائلات على توزيع المياه بواقع يوم واحد لكل عائلتين دون أي خلل أو مشاكل قد تنشب بينها".

هذا الواقع الذي تعيشه البلدة دفعنا إلى جانب عدد من الصحفيين لزيارة المنطقة والاطلاع على أوضاع القرية، ونشاطات المؤسسات المدافعة عن الأرض ، والتي تعمل على ترميم النظام المائي ودعم صمود المزارعين بتمويل من الاتحاد الاوربي.

منسق المشاريع في مؤسسة أصدقاء الأرض ومركز التطوير المائي والبيئي محمد عبيدة قال:" إن هذه البلدة كانت مهددة بالتهام الجدار لثلث أراضيها الزراعية ، ونجحنا بتعاون مع العائلات والمجلس القروي من الحصول على قرار من المحكمة الإسرائلية بوقف الجدار إلى الآن، والذي كاد يخل بمنظومة الزراعة والري مما يؤثر على الحياة البرية والآثار التاريخية بالمنطقة "، ونوّه إلى أن هذه المؤسسات تعمل معاً من أجل إعادة ترميم شبكة المياه في البلدة والبلدات الخمسة المجاورة لها .

يشار إلى أن بتير تشتهر بأربعة عيون ماء طبيعية، وبمرور سكة حديد القدس يافا من أراضيها التي بناها الإنجليز وسيطر عليها الاحتلال - لوقوعها داخل الخط الأخضر- وتم اخضاعها لإتفاقية رودس المبرمة بين الجيش الأردني وجيش الاحتلال عام 48 على أن يقوم الأهالي بموجب هذا الإتفاق بعدم مهاجمة القطار مقابل البقاء في أراضيهم، كما أنها تربعت على عرش جائزة اليونسكو للحفاظ على الطبيعة عام 2011.
تصميم وتطوير