الرشوة عبر الجسد و"التحسيس" تذكرة عبور

16.10.2014 12:11 PM

رام الله - وطن - خاص: أجمعت غالبية المواطنين والمختصين الذين التقتهم كاميرا وطن، أن التلامس المقصود بين الرجل والمرأة أو ما يعرف بـ"التحسيس" لتحقيق أهداف ومصالح شخصية، ظاهرة منتشرة في المجتمع الفلسطيني.

وقالت إحدى الشابات إن "بعض الطالبات يقتربن من الأستاذ في الجامعة حتى يمنحهن علامات إضافية تمكنهن من النجاح في المادة دون أن تستحق ذلك".

وتضيف شابة أخرى لــ وطن، أن الظاهرة "موجودة بهدف الحصول على الترقية في الوظيفة أو الحصول على معدل أعلى في الجامعة"، كما تؤكد ثالثة أن الأمر في تزايد داخل المجتمع الفلسطيني.

بينما قال أحد المواطنين، إن الأمر "يقتصر على المرأة خاصة الجميلة، ولا يقوم به الرجل".

من جانبها، أكدت الأخصائية الاجتماعية في جمعية المرأة العاملة آلاء كنيس، لـ وطن، أن "الاستغلال يكون من الطرفين لأهداف شخصية، لكن ذلك يسبب إهانة للذات ومشاكل نفسية خصوصًا لدى النساء، وقد يؤدي للاكتئاب أو الانتحار في حال تفاقمه".
في المقابل، قالت الأخصائية الاجتماعية في مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي، رانيا صلاح الدين، إن النساء لا يوافقن على أن ينتهك جسدهن أو أن يكون شكلا من أشكال "جسر العبور" نحو تحقيق الذات لها.
وأوضحت أن هذا "التوجه خطير لدى المسؤولين في مواقعهم الذين يستغلون مناصبهم الإدارية أو الأكاديمية في الجامعات لتحقيق أهدافهم الجنسية مع النساء".

ومن منطلق تعريف الفساد الذي يعتمد على سوء استخدام الموقع الوظيفي للحصول على مصلحة شخصية، اعتبرت الزميلة الصحافية رحمة حجة أن "التحسيس" بين الجنسين في العمل أو الجامعات للوصول إلى مصالح شخصية، لواحد منهما أو الاثنين معًا الذي يتم برضى الطرفين، "فسادًا" لأنه
"يسبب الإضرار بالمصلحة العامة".

وقالت حجة في مقال نشرته عبر وطن "لكن، هل يعلم أي من هؤلاء ذكورًا كانوا أم إناثًا، أنه يؤسس للثالوث الذي نضاهي بالوقوف ضده أينما اتجهنا وحيثما كنا؟؟ الثالوث الذي ينخر الجسد الأخلاقي ويبعث الهشاشة داخل مجتمعاتنا يومًا بعد آخر؟ الثالوث الذي نظنه بعيدًا بعيدًا عنّا ويرتبط بجماعة معينة فقط أصبحت عبر الوقت "شمّاعة" شتائمنا وتبريراتنا لأي هزيمة داخلية؟ نعم، إنه "الفساد والواسطة والمحسوبية".. فهل أبشع منه سوى السكوت عنه؟!".

وأثار المقال ضجة وانتقادًا وجه لشخص الزميلة حجة ولوكالة وطن، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصل حد استخدام الشتائم والألفاظ النابية ضدهما، بسبب تناول هذه القضية بطريقة صريحة لأول مرة عبر الإعلام الفلسطيني.

ويوافق الفنان الكوميدي عبد الكريم رمانة المعروف بـ"كيمو" الزميلة حجة بوجود "التحسيس" في المجتمع الفلسطيني من قبل الجنسين من أجل الوصول لمصلحة خاصة.
وقال لـ وطن: في حال كان المدير امرأة، يحاول الموظف لديها خاصة إذا كان جميلا وملفتا، إغراءها من أجل الترقية، والعكس صحيح بالنسبة للفتيات.

ويعرف الفساد الإداري بأنه "سوء استخدام الموقع الوظيفي للحصول على مصلحة شخصية وذاتية لنفسه أو لعائلته أو لحزبه...الخ".

تصميم وتطوير