تفاصيل تسريب عقارات مقدسية للمستوطنين

21.10.2014 01:35 PM

القدس - وطن - إبراهيم عنقاوي: من؟ ومتى؟ وكيف؟ هذه الأسئلة الثلاثة التي شغلت إجاباتها بحث المواطنين، بشأن عمليات تسريب الأراضي والعقارات في حي سلوان في القدس، الاثنين، وما سبقها قبل أسبوعين لصالح المستوطنين، التي صدمت سكان المدينة، خاصة قاطني الحي.

الروايات كثيرة لهذه العمليات التي يعتبرها القانون والشعب "خيانة"، ما دفع العائلات التي ورثت هذه العقارات عن أجدادها لإصدار بيانات وتوضيحات بشأن عملية البيع.

وجاء في بيان للرأي العام نشره أبناء صلاح الرجبي، وهو أحد مالكي العقارات المسربة: لقد هالنا ما سمعناه من وسائل الإعلام حول تسريب العقار الذي كان ملكنا في سلوان الحارة الوسطى، ورثة عن والدنا صلاح عبد الرحيم الرجبي".

وأورد البيان الذي وصل وطن، على لسان الرجبي "قمنا كورثة بالإعلان عن رغبتنا ببيع البيت شفاهية بين الناس في سلوان وكذلك نشرنا إعلانا في جريد القدس ثلاث مرات بهذا الخصوص، علمًا أن البيع يفضل عن طريق جهات رسمية في السلطة الفلسطينية والأوقاف الإسلامية".

وقالوا إن شمس الدين محمد (المعروف بـ محمد صادق) القواسمي تقدم لشراء البيت، وتم الاتفاق على البيع بتاريخ 26/2/2014، بموجب وكالة دورية صادرة عن كاتب العدل المحامي نصري عامر. مؤكدين استعدادهم للمثول أمام كافة الجهات الرسمية لبيان الحقائق حول عملية البيع.

من جانبه، قال سعيد يعقوب القواسمي ممثل ورثة المرحوم سعيد عبد الرحمن القواسمي في العقار الثاني، إن "عملية بيع منزل العائلة لصالح محمد صادق القواسمي، تمت في شهر أيار/ الماضي بموجب اتفاقية بيع قانونية".

وأوضح لــ وطن، أن "العائلة عرضت على المؤسسات الحكومية الفلسطينية شراء العقار، إلا أنها رفضت بحجة عدم توفر الأموال".

وأكد القواسمي أن "محمد صادق يتمتع بسمعة طيبة، وحين جاء لشراء المنزل أخبرهم بأنه سيشتريه لصالح جمعية إماراتية، وسيتم تسجيله باسمه".

حاولنا الوصول إلى صادق، لكن مصادر مقربة من العائلة أخبرتنا أنه سافر إلى الخارج لجلب أوراق تثبت ملكيته للمنازل التي احتلها المستوطنون، الاثنين، وهو ما قد يشير إلى أن الجمعية الإماراتية المزعومة متورطة في عملية تسرب العقارات والأراضي.

لكن مركز معلومات وادي حلوة، أكد أن محمد صادق كان أحد المستأجرين في بناية بيضون السكنية التي سُربت للمستوطنين أواخر شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، وساعد على بيعها لجمعية "العاد"، وفق المركز.

واستولى مستوطنون، فجر الاثنين، على بنايتين سكنيتين مكونتين من 10 شقق سكنية، وقطعة أرض في منطقة "بطن الهوى" ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بحماية قوات كبيرة من جنود الاحتلال.

يأتي  ذلك بعد أكثر من أسبوعين على استيلاء مستوطنين يتبعون جمعية "العاد" الاستيطانية، على 25 شقة سكنية في منطقة وادي حلوة. وعرضت الجمعية مغريات للإقامة في تلك العقارات، خاصة من يجيدون إطلاق النار، مقابل أجرٍ يومي يصل إلى (135 دولار).

وأوضح مركز وادي حلوة أن مجموعات من المستوطنين المسلحين اقتحموا الحارة الوسطى عند حوالي الساعة 2:00 فجرا واستولوا على بنايتين سكنيتين وجميعها خالية من سكانها.

وأضاف المركز أن البناية الأولى تعود للمواطن صلاح الرجبي، والثانية للمواطن عمران القواسمي، وكل بناية مؤلفة من ثلاثة طوابق (خمس شقق سكنية في كل منهما)، لافتًا إلى أن العائلتين قامتا ببيع عقاراتهما لمحمد صادق، وهو المتورط بتسريبها عن طريق البيع للجمعيات الاستيطانية، حسبما يقول المركز.

وأكد أن "العائلتين قامتا بإخلاء الشقتين قبل حوالي أربعة شهور، والاثنين، تمت السيطرة عليهما بشكل نهائي".

في ذات السياق، أكد المختص في القانون الدول حنا عيسى، إن "إجراءات البيع باطلة حسب القانون الدولي، حيث لا يجوز لدولة الاحتلال أن تقوم بعملية تغيير في القدس ولا يحق لها شراء أو بيع أو استئجار، لأنها تدير مؤقتا وفق اتفاقية لاهاي 1907، واتفاقية جنيف الرابعة 1949".

ويبلغ عدد المستوطنين في القدس 230 ألف مستوطن في 18 مستوطنة، بينهم قرابة سبعة آلاف مستوطن في البلدة القديمة، مقابل قرابة 320 ألف مواطن فلسطيني، بينهم 120 ألف مواطن تركوا العيش في المدينة بسبب المضايقات الإسرائيلية لهم.

تصميم وتطوير