شهيد "سيارة الأجرة".. عاش يتيما وورّث أبناءه اليتم!

23.11.2015 03:51 PM

وطن – وفاء عاروري: لم يكن الشهيد اليتيم شادي خصيب  "32 عاما" من قرية عارورة غربي رام الله، يعلم حين ورّث ولديه اسمي جديهما، أنه ورثهما معه يتمه الذي عاشه، فسميرة ومحمد اللذان اعتادا أن يتباها أمام أصدقائهما أن أبيهما يوصلهما بسيارته إلى المدرسة، لن يعود بإمكانهما فعل ذلك، أما طفله الأصغر فلا أحد يعلم هل سيتذكر وجه والده في الكبر أم لا.
خلال مقابلة أجرتها مراسلة وطن، مع زوجة الشهيد "عذاب"، ذكرت أنها قبل أن تميز زوجها شادي من ملابسه عبر شاشة التلفاز، شعرت بضيق مفاجىء في صدرها جعلها تتسمر أمام الشاشة، ومن شهيدة إلى شهيد، كانت عذاب أول من تعرف على زوجها الملقى على الأرض بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار عليه.
ولأن الاحتلال لا يبحث عن مبرر لقتل فلسطيني أساسا، فلم يتمهل ولو للحظات يتأكد خلالها أن ما حصل مع شادي هو حادث سير عادي مع مستوطن، ترجل بعده من سيارته يتفحص حجم الضرر، فما كان من جنود الاحتلال الا أن أطلقوا النار عليه، بتهمة  دهس ومحاولة طعن مستوطن.
شقيق الشهيد، فادي خصيب أكد أن أخاه تم اعدامه بدم بارد، ولم تكن هناك محاولة دهس أو طعن كما ادعى الاحتلال، مؤكدا أن أخاه كان متجها لايصال أحد زبائنه إلى استراحة اريحا، حيث يعمل سائق أجرة في أحد مكاتب المدينة.
وتطابقت رواية الشقيق مع رواية أخرى أفاد بها صاحب مكتب تكسي المدينة الذي يعمل لديه فادي، فروى أبو عدي صاحب المكتب، أن أحد الزبائن اتصل بشادي وطلب منه إيصاله إلى الاستراحة، فكان ذلك آخر طلب يخرج به شادي، قبل أن يعلن استشهاده.
جدير بالذكر أن الاحتلال احتجز جثمان الشهيد خصيب، مثلما يحتجز منذ أكتوبر الماضي أكثر من ثلاثين جثمانا، استمرارا في سياسته الاحتلالية بحرمان أهالي الشهداء من مواراة جثامين أبنائهم الثرى.

تصميم وتطوير