الشهداء يعودون

16.01.2016 06:00 PM

رام الله - وطن - احمد ملحم: الشهداء يعودون هذا اليوم. متشابكي الايدي وابتساماتهم قوس قزح توحي بالبرق والرعد القادمين لا محالة، وجوههم فيها وميض نور الهي يشع كما المشكاة تقول: " نحن بخير في تراب الوطن، فكيف انتم".

161 شهيدا نثروا حكاية حياتهم في ميادين رام الله ضمن سلسلة بشرية بعنوان "لكل شهيد حياة" نظمتها لجنة الشابات في اتحاد المرأة الفلسطينية بمشاركة عشرات المواطنين كان في مقدمتهم ذوي الشهداء، الذين رفعوا صور الشهداء التي تحكي  قصة وطن اختاروا اقصر الطرق اليه في لحظة رتبوا فيها احلامهم بطريقة اخرى وناموا  كألاشجار واقفين.

من عرعرة حيث مثلثنا الفلسطيني الذي ضاع في خدعة، جاء نشأت ملحم مبتسما يتقن الدبكة بحب، لتحتضن والدة الشهيد خالد جوابره صورته قائلة "هذا ابني الذي ارفع رأسي به"، ويوزع الشهيد سليمان شاهين ملك الفراولة دمه على الحضور وكأن عربته التي كان يعمل عليها مسرحا لعرس.

الصديقان ضياء التلاحمة ومهند الحلبي كانا مشعلا البداية التي اعلنت انطلاق نور انتفاضة ترسم طريق مستقيما لا يلتف على الوطن، طريق يمر من فوهة البندقية التي استقبلت بها والدة محمد شماسنة نجلها حين عاد اليها مستشهدا.

لكل شهيد ارتقى حياة، وفلسطين كانت امهم وحياتهم الابدية التي لعبوا وضحكوا وكبروا بها، شكلوا سلسلة اليوم من فلسطين المحتلة عام 48، الى الضفة الغربية وقطاع غزة والجنوب اللبناني حيث سمير القنطار الذي جاء فلسطين عاشقا ببندقيته ذات يوم، وحين انتزع حريته قرر ان يعود لها، جاءوا جميعهم ليعلمونا كيف نقول لا، فعلا لا قولا.

تصميم وتطوير