رام الله.. احتجاجات ضد الأخطاء الطبية

19.11.2016 02:47 PM

وطن- وفاء عاروري: على دوار المنارة وسط مدينة رام الله، تجمهر مواطنون للاحتجاج على الأخطاء الطبية التي حدثت في الآونة الأخيرة في المستشفيات،  وللمطالبة بمحاسبة المسؤولين عنها.

المتحدث باسم الحملة الشعبية لمحاسبة المسؤولين عن جرائم الاهمال الطبي، غسان نمروتة، قال لـ وطن ان مجموعة شبابية أطلقت  هذه الحملة كوسيلة  للتعبير عن رفض الشارع الفلسطيني للأخطاء الطبية التي تحدث، ولوضع حد لها من قبل المسؤولين.

وأوضح نمروتة لـ وطن ان الحملة  تسعى  إلى ايجاد قانون يسائل المسؤولين عن الاخطاء الطبية؛ خاصة في ظل غياب قانون يحاسب عليها، وهذا ما يضع نتائج كل لجان التحقيق والمحاكم التي يتم تشكيلها امام طريق مسدود، بسبب عدم وجود قاعدة قانونية تحاكم على الاخطاء.

وخلال هذا الاعتصام الذي شارك فيه العشرات من المواطنين، رفعت شعارات تندد بالأخطاء الطبية، وتحمل الجهات المختصة السبب الرئيس في استمرار وقوعها، كما رفع المشاركون صورا لأطفال حدثت بحقهم أخطاءا طبية كالطفل امير زيدان "7 أعوام"،  الذي دخل احد المشافي برام الله لاستئصال اللوزتين، ولا زال طريح الفراش، يعاني من تلف لغالبية دماغه.

والتقت كاميرا وطن صدفة، بالمواطن  نادي زواهرة، الذي حضر من بيت لحم، للمشاركة في الاعتصام، فروى لـ وطن قصة ابنه الوحيد ليث، الذي توفي بعد صراع مع المرض استمر عامين.

وقال زواهرة: ولد ابني ليث وهو يعاني من نقص في الاوكسجين، بسبب سوء تشخيص الطبيبة المشرفة على حالة زوجته وهي على وشك الولادة، فقد اصرت سحب الطفل طبيعيا من رحم والدته بدلا من تحويلها الى الولادة القيسرية.
واستأنف زواهرة، تنقلت بالطفل في عدد من المشافي في الضفة والداخل المحتل وحتى في الأردن، لمعالجته، ولكن لم يكن هناك أمل، فتوفى.

وأضاف، قدمت شكوى لدى وزارة الصحة بشبهة خطأ طبي، فشكلت لجنة طبية وقدمت توصياتها التي أدانت فيها الطبيبة، ولكن لم يتم اتخاذ اي اجراء بحقها ولا زالت على رأس عملها حتى اليوم.

بدوره، قال الناطق باسم وزارة الصحة، د. اسامة النجار، ان الوزارة تؤكد ضرورة المحاسبة على الاخطاء الطبية، وأهمية تعديل الوضع  القائم عما هو عليه فيما يتعلق بتحديد الخطأ الطبي وتحديد المسؤولية الطبية، وايجاد الانظمة والقوانين التي تحمي المواطن وتحمي الطبيب وتحمي المؤسسة الصحية.

وأكد النجار ان هذا الجهد الشعبي يصب في نفس الخانة التي تعمل بها وزارة الصحة، ولكن الامر ليس بالسهولة التي يعتقدها البعض.

وأوضح: هذه الأهداف والمطالب التي تسعى لها الحملة تحتاج الى اجراءات وقوانين من اجل تحقيقها، والخطا الطبي موجود تاريخيا في فلسطين وعلى مستوى العالم ولكن الذي ازداد هو وعي المواطن وادراكه.

وأشار النجار الى ان مشافي وزارة الصحة تجري نحو 130 الف عملية جراحية ناجحة سنويا، فيما يبلغ عدد الشبهات بالأخطاء الطبية نحو 130 شبهة، اي ما نسبته 1% من العمليات.

وأكد النجار ان الوزارة تتعاطى مع كل الشكاوى بوجود أخطاء طبية وتقوم بتشكيل لجان للتحقيق في هذه الأخطاء، وفي أكثر من مرة ادانت لجان التحقيق العديد من الاطباء، واتخذت اجراءت نقل أو انهاء خدمة بحقهم.

ويذكر ان وطن اثارت عدد من الاخطاء الطبية ونشرت عدة تقارير عن حالات حصل فيها اخطاء طبية ، وقد لقيت التقارير تفاعلا شعبيا واسعا ، ومن هذه التقارير قصة الطفلة ريتال (اضغط هنا)، وقصة المواطنة فلسطين (اضغط هنا)

تصميم وتطوير