جاسم.. الطير الذي غرّد بعيدا عن أصدقائه

11.04.2017 05:30 PM

وطن- وفاء عاروري:  الكل غادر مقبرة الشهداء في مخيم الجلزون شمالي رام الله، الا أصدقاء الشهيد جاسم نخلة "16 عاما"، لا زالوا يلتفون حول صديقهم، في مشهد يدمي القلوب.

صديق الشهيد الذي كان يربت على تراب جاسم ويسقيه من ماء المخيم، قال لـ وطن إن جاسم اصيب برصاص الاحتلال الحي مسبقا، حينما كان في الثانية عشر من عمره، فلطالما كان الشهيد يتحدث أمام أصدقائه عن الشهادة ويتغنى بها.

وشارك في جنازة الشهيد التي انطلقت من مجمع فلسطين الطبي الى مخيم الجلزون، الصغار قبل الكبار من المخيم، الذي ودع محمد الحطاب قبل تسعة عشر يوما فقط.

فالحطاب وجاسم، وابن عمه موسى وصديقهم احمد زيد، كانوا سوية حين نصب الاحتلال لهما كمينا على باب المخيم، استشهد اثنان واثنان يرقدان على أسرة الشفاء حتى اليوم.

وأكدت ابنة عم جاسم، وشقيقة المصاب موسى نخلة، تحرير نخلة، أن نحو 13 رصاصة أُخرجت من جسد موسى حتى الآن، ولا زالت ثلاثة راسخة في ظهره، فيما لحق الضرر بكل أعضاء جسده حتى القلب.

وكان الاحتلال حرم عائلة الشهيد من زيارته خلال فترة اصابته، فاستشهد وحيدا في أحد المشافي الاسرائيلية، فاجعة لم تستطع العائلة المكونة من خمسة أطفال وابنة وحيدة تحملها، فالأم بكت حتى فقدت الوعي، والأخت اتخذت من جذع زيتونة ملجأ لها.

وكان الشهيد طالبا في الصف العاشر، يقضي جل وقته مع أصدقائه أو في تربية الطيور التي يحب، فرحل في عمر صغير ليكون طيرا من طيور الجنة.
 

تصميم وتطوير