مصطفى البرغوثي: صمود الفلسطينيين عام 67 أفشل المشروع الاسرائيلي ومثل اكبر انجاز

04.06.2017 02:07 PM

رام الله- وطن: قال الدكتور مصطفى البرغوثي، الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، اليوم الاحد، إن صمود الفلسطينيين على أرضهم علم 67 ومقاومتهم، أفشل المشروع الاسرائيلي ومثلت أكبر انجاز.

وفند البرغوثي، خلال مؤتمر صحفي عقد في الذكرى الخمسين للنكسة عام 1967، في رام الله،  بالحقائق والارقام الادعاءات الاسرائيلية والأكاذيب التي تسوقها على العالم، وقال "نعقد هذا المؤتمر وذلك لان الذكرى الـ 50 على احتلال الضفة الغربية والقدس والجولان ليس أمرا عابرا، ولانه هناك تجاهل اعلامي، وضعف في الاهتمام على الصعيد الفلسطيني والدولي بهذه الذكرى الأليمة، ولا بد ان نذكر العالم فيما جرى لان ما تتعرض له القضية الفلسطينية هي محاولة لتشويه وتزوير التاريخ".

وأضاف البرغوثي، أن "هناك استنتاجات لابد ان يعرفها العالم بعد 50 عاما من الاحتلال و70 عاما من التهجير" وهذه الاستنتاجات هي:
الاستنتاج الأول: رغم العدوان الإسرائيلي الشرس عام 67 و هزيمة الجيوش العربية صمد الشعب الفلسطيني في وجه هذا الاحتلال وأصر على البقاء على أرضه، بذلك صنع الفشل للمشروع الاسرائيلي الذي كان يهدف لترحيل السكان الأصليين لإحلال اليهود الإسرائيليين مكانهم.
الاستنتاج الثاني: هو ان كل حكومات إسرائيل لم و لا تريد السلام وانما ارادت احتلال فلسطين كلها بغض النظر عن الحزب الاسرائيلي الذي يكون في الحكومة وبغض النظر عن من هو رئيس حكومة الاحتلال.
الاستنتاج الثالث: هو انه لا سبيل لدى الشعب الفلسطيني سوى تغيير ميزان القوى لصالح الشعب الفلسطيني، وان اي مفاوضات تجري بدون تغيير ميزان القوى هي دعوة للاستسلام ولن يكون لها نتيجة سوى أن تستخدم غطاءا للتوسع الاستيطاني.
الاستنتاج الرابع: ما نواجهه كشعب فلسطيني لم يواجهه اي شعب في التاريخ فنحن نواجه اربع عمليات في نفس الوقت:
اولا : التطهير العرقي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني عام 48 .
وثانيا: الاستعمار الاحلالي الاستيطاني بمحاولة تهجير الفلسطينيين ووضع المستوطنين الإسرائيليين مكانهم .
وثالثا : الاحتلال الاطول في التاريخ البشري الحديث.
ورابعا: تحول هذا الاحتلال الى منظومة الابرتهايد والتمييز العنصري الاسوأ في تاريخ البشرية و التي تمس كل مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل و الخارج.
الاستنتاج الخامس: هو ان شعب فلسطين طوال هذه السنوات من الاحتلال لم يرضخ ولم يستسلم وقاوم هذا الظلم الاحتلالي والاستيطاني وما زال يقاومه وسيبقى يقاومه ويصر على حقوقه بما في ذلك حق العودة للاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها.

وأكد البرغوثي، أن "بعد عدوان عام 67 لم يتوقف النضال والصراع بل حدثت 10 حروب و3 انتفاضات، وكان اكبر انجاز حققه الشعب الفلسطيني هو انه صمد أثناء و بعد عدوان 67 وصنع المعضلة الديمغرافية لاسرائيل"، وان "عدد الشعب الفلسطيني الآن على ارض فلسطين التاريخية أكثر من اليهود الإسرائيليين حتى بدون أن نحذف من الإحصائيات نصف مليون مهاجر روسي في ليسوا يهودا وإنما مسيحيين ومسلمين، والآن هناك أكثر من 6 ملايين فلسطيني مقابل 6 ملايين يهودي".
وأشار البرغوثي الى أن "إسرائيل لم ترد يوما السلام "، مضيفا أن "ما كان يجب ان يكون دولة فلسطينية حسب قرار التقسيم على 44% من فلسطين التاريخية تحول الى دولة على غزة والضفة الغربية اي 22% من فلسطين التاريخية". و قلصها باراك إلى 18% ثم شارون إلى 11% و الآن جعلتها الحكومة الحالية 0%.
واستطرد البرغوثي، ان "ماجرى عام 2005 من اعادة انتشار للاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة ليس انهاء للاحتلال وانما ما جرى هو ان اسرائيل ابقت المعابر تحت السيطرة الاسرائيلية وأبقت قطاع غزة تحت الحصار و السيطرة الإسرائيلية برا و بحرا وجوا".

واعتبر البرغوثي ان الهدف الذي سعت اليه اسرائيل من اعادة الانتشار للجيش الاسرائيلي في قطاع غزة هو التخلص من المعضلة الديمغرافية ويكون هذا "فصل قطاع غزة ، اضافة الى تجزأة الضفة الغربية بالاستيطان الى ثلاث كيانات مجزأة وكيان في قطاع غزة" .

واعتبر البرغوثي ان هناك أخطاء ارتكبت في اتفاقيات أوسلو تمثلت في الاعتراف باسرائيل دون الاعتراف بفلسطين، والاعتراف باسرائيل دون تحديد حدودها، وان اتفاق أوسلو كان عبارة عن اتفاق جزئي انتقالي دون تحديد النتيجة النهائية، اضافة الى أن اتفاق أوسلو كان اتفاق سلام أوقف الانتفاضة دون وقف الاستيطان الاسرائيلي و  دون الافراج عن كافة الاسرى في سجون الاحتلال.

و قال البرغوثي أن الشعب الفلسطيني صنع مآثر كفاحية عظيمة تمثلت في الانتفاضة الشعبية الكبرى عام 1987 و انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000و انتفاضة القدس عام 2015 و في إطلاقه لحركة  المقاومة الشعبية و حركة المقاطعة و فرض العقوبات عام 2002.

و قال إن كل حياة الفلسطينيين أصبحت في ظل الاحتلال مقاومة. فالعمل مقاومة و الصلاة مقاومة وبناء مدرسة او بيت او مستشفى مقاومة و التعليم مقاوم و تلقي العلاج مقاومة.

و ما من قوة قادرة على كسر ارادة و تصميم الشعب الفلسطيني على نيل الحرية.

تصميم وتطوير