وَصَلت أعلى قمة في افريقيا بطرفٍ صناعي.. والاستيطان حرمها من قمم بورين

13.08.2017 02:15 PM

وطن- وفاء عاروري: عند ذات الجبل الذي انطلقت حكايتها منه التقيناها، ياسمين النجار طالبة في تخصص علم النفس بجامعة النجاح الوطنية، من في قرية بورين جنوبي نابلس، أول شابة تتسلق جبل كلمنجارو، الاعلى في افريقيا، بطرف صناعي.

باسمين قالت خلال مقابلتها مع وطن انها تعرضت وهي في عمر ثلاث سنوات الى حادث دهس، حيث بترت ساقها على أثر تلك الحادثة، ولكن عائلتها وقفت إلى جانبها ودعمتها على مدار سنوات طويلة.

وقالت ياسمين: لم يكن والداي يحرمانني من اللعب خوفا من أن أكسر قدمي، فقد كنت أركض وأقفز كباقي الاطفال، إلى ان تنمت لدي موهبة التسلق.

هذا الاصرار والارداة الكبيرة التي امتلكتها ياسمين كان خلفها عائلة استثنائية، تحملت الكثير من الأعباء على ان تعيش ابنتها حياتها طبيعية كبقية الاطفال.

بدوره أكد والد ياسمين أنه لم يكن يسمح لأحد بالانتقاص منها أو اقصائها مجتمعيا، وقال: أذكر مرة أخبرتني ياسمين ان معلمة الرياضة لا تسمح لها باللعب مع زميلاتها خوفا على الطرف الاصطناعي.

فذهب الوالد حينها الى المدرسة واعترض على ذلك الفعل، فأصبحت المعلمة تمنح ياسمين دور القائد في حصص الرياضة، وهو ما رفع من معنوياتها وشجعها.

عام 2014، اختارت جمعية اغاثة اطفال فلسطين ياسمين، لتكون ضمن فريق من المتسلقين يصعدون الى قمة جبل كلمنجارو رابع اعلى جبل في العالم، تدربت ياسمين شهورا طويلة، ثم انطلقت، وبعد رحلة استمرت ستة أيام وصلت  ياسمين قمة الحرية، ورفعت علم فلسطين هناك.

عائلة ياسمين بكافة أفرادها لدى وصولها الخبر، بكت وفرحت وصرخت واختلطت لديها مشاعر الفرح والحزن والفخر بالابنة المصرة وصاحبة الارادة القوية، وبعد عام فازت ياسمين بجائزة المرأة المنجزة على مستوى العالم، وذهبت ووالداها الى ايطاليا لاستلام الجائزة.

ورغم كل ما حققته ياسمين من طموحات في عمر لم يتجاوز العشرين، الا ان طموحا وحيدا يظل كالغصة في حلقها، وهو ان ترفع علم فلسطين يوما على قمم جبال بورين، التي سرقتها ثلاث مستوطنات اسرائيلية.

وقدمت ياسمين منذ ذلك الحين عشرات المحاضرات في مختلف دول العالم، حول الامل والاصرار والعزيمة الصلبة ومنح الفرص لذوي الاعاقة كي يبدعوا وينجزوا، كما استغلت هذه المحاضرات كي تقول للعالم أجمع اننا نحب الحياة ما استطعنا اليها سبيلا.

 

 

تصميم وتطوير