المسنة جازية.. وحيدة بين مستوطنتين ومعزولة عن العالم ببوابة حديدية

22.08.2017 03:53 PM

وطن- وفاء عاروري: وحيدة بين مستوطنتي نحلئيل وحلميش، المقامتين على اراضي المواطنين غربي رام الله، هكذا تعيش المسنة ام محمد، من قرية بيتللو، فمنذ ان منع الاحتلال ابناءها من وضع حجر واحد في الارض المحيطة بمنزل العائلة، اضطروا للبناء والعيش مع عائلاتهم، بعيدا عن والدتهم المسنة، اما هي فلا زالت صامدة تحمي تين البيت وعنبه، من خطر الاستيطان.

الحاجة جازية داوود، قالت لـ وطن، انه عام 1991 بنى احد ابنائها منزلا له بجوار منزل العائلة، فجاءت اليات الاحتلال وهدمته، ولم يبنوا بعدها شيئا في ارضهم.
واضافت: وتزوج بعدها كافة ابنائي وسكنوا بعيدا حيث لا يتسع البيت لهم، وبقيت اعيش وحدي في هذا البيت.

وكان ابناء ام محمد يزورونها في بيتتها يوميا، يلبون لها احتياجتها ويؤنسون وحدتها، حتى نصب الاحتلال بوابة حديدية قبل شهر، عزلت البيت عن القرية بشكل تام.

يقول ابنها محمد العنابي، انه كان يحضر يوميا الى بيت والدته، ولكن بعد وضع البوابة الحديدية لم يعد الامر سهلا، حيث عليه ان يمشي مسافة طويلة في شارع استيطاني.

وليست هذه المسنة هي المتضررة الوحيدة من بوابة الاحتلال، فهناك سبعة بيوت اخرى في المنطقة تواجه هذا الحصار، اما بقية اهالي القرية فقد تعرقل عملهم، وانقطع مصدر المياه الوحيد النظيف عنهم.

المواطن ناجح طعم الله، بائع كعك جاء للمرور من الشارع فتفاجأ بالبوابة، يقول لـ وطن، هذا الكعك هو مصدر الرزق الوحيد لعائلتي، واغلاق البوابة يمنعني من تسويقها خارج القرية، بالتالي ستتلف وتتسبب لي بمخاسر كبيرة.

فيما قال المواطن محمد عبد الجبار، ان احفاده سيذهبون للمدرسة غدا، ويضطرون لقطع الشارع الاستيطاني مشيا على الاقدام، وهو ما يعرضهم لخطر المستوطنين وقوات الاحتلال.

ونتيجة اجراءات الاحتلال التعسفية، فقد باتت الحاجة جازية امام خيارين، اما الصمود حتى زوال البوابة، او هجر المنزل الذي عاشته فيه وعائلتها عشرات السنوات، ليظل وحيدا يجابه خطر الاستيطان.

تصميم وتطوير