سلاح المقاومة .. حقل ألغام أمام المصالحة

30.09.2017 01:47 PM

رام الله- وطن: كثيرة هي العراقيل التي تقف أمام تطبيق كامل بنود المصالحة الوطنية، لعل أبرزها أسلحة الفصائل في قطاع غزة وخصوصا كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، حيث وصف هذا الملف من قبل الكثير من المحللين بحقل من الألغام الذي قد يعيد الأمور مستقبلا الى اقتتال داخلي جديد، في حال عدم الإتفاق أولا على البرنامج السياسي الفلسطيني، وهل سيقوم هذا البرنامج على المقاومة الشعبية أم المسلحة، المفاوضات أم المحاكم الدولية والنضال القانوني وهكذا دواليك.

الثلاثاء المقبل جلسة حكومة الوفاق الوطني في قطاع غزة برئاسة الحمد الله، يليها تطبيق خطة لدمج جهاز الشرطة في القطاع .. دمج افراد الشرطة قبل الإنقسام مع الأفراد الذين عينتهم حماس بعد الإنقسام، للخروج بقوة شرطية تتكون من ثلاثة آلاف عنصر في نهاية المطاف، لكن هذه القوة كيف ستتعامل في حال قيام جناح مسلح بإطلاق صاروخ تجريبي على البحر، أو عرض عسكري في أحد شوارع غزة، أو حتى إطلاق رصاصة واحدة على اسرائيل، وهل المواجهة ستكون العنوان؟؟

وقال الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين لوطن إن المطلوب قيادة واحدة ومؤسسة تمثيلية واحدة، وبرنامج سياسي موحد .. البرنامج السياسي هو المدخل من أجل تنظيم العلاقة ما بين سلاح المقاومة ومؤسسات السلطة الأمنية.

وأضاف أن هذا الأمر يعني ضرورة أن يقرر الفلسطينيون هل سيقاومون ومتى سيقاومون وشكل وطبيعة هذه المقاومة، أم سيتوجهون نحو المفاوضات أم سيدمجون ما بين الأمرين أو الخيارين.

وفي السياق ذاته قال الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري لوطن: هناك تباين في الأوساط الفلسطينية والعربية والدولية حول هذا الأمر .. هناك من يقول بأن السلطة يجب أن تكون سلطة واحدة وسلاحها واحد، وبالتالي لا معنى لوجود سلاح لحماس أو غيرها وهذا يعني أن الصدام قادم لا محالة، وهناك رأي آخر سجل بوثيقة الوفاق الوطني، ويتمثل في أن يتم تشكيل جبهة وطنية تشارك فيها كل الأجنحة المسلحة في المقاومة ضمن قيادة مشتركة، وقرار وطني مشترك، باعتباره أنسب الحلول لأن فلسطين ما زالت محتلة ولا يمكن لنا التخلي عن عناصر القوة.

وأمام هذا الجدل أكدت حركة حماس أن سلاح المقاومة خارج كل المعادلات ولن تقبل بطرحه على طاولة المفاوضات، لكنها في الوقت نفسه مستعدة لتقاسم المسؤولية عن صنع قرار الحرب والسلم في شكل إيجابي مع القيادة الفلسطينية.

وفي السياق ذاته أبدت قيادات فتحاوية من تخوفها من استخدام سلاح المقاومة في غير مكانه الصحيح وتصويبه باتجاه الحكومة وأجهزتها الأمنية، مطالبة بضبطه.

ما سبق أقوال فتح وحماس، وبين كل حرف وكلمة يختبىء شيطان في التفاصيل برأي الكثيرين.

تصميم وتطوير