ماريا.. بأي ذنب قُتِلت؟!

30.10.2017 12:01 PM

رام الله- وطن- وفاء عاروري: السادس والعشرون من اكتوبر، فجع أهالي قرية عبوين بخبر ضجت به وكالات الانباء المحلية، يكشف ملابسات قتل طفلة من قريتهم على يد زوجة ابيها.

الناطق باسم الشرطة، لؤي ارزيقات، روى لـوطن تفاصيل الحادثة، فقال: في الثالث والعشرين من اكتوبر وصلت الطفلة ماريا هزيم "6 أعوام"، متوفية، الى مركز طبي في قرية ترمسعيا، وحاول من كان يرافقها تضليل العدالة، ولكن وبعد تحويلهم الى مجمع فلسطين الطبي في رام الله، تم تبليغ الشرطة.

واضاف ارزيقات: اشتبهنا بوقوع جريمة جنائية، وبناء عليه تحفظنا على الجثمان، وتم تحويله الى مركز الطب العدلي للتشريح، للوقوف على اسباب الوفاة الحقيقة.

الضرب المبرح سبب الوفاة

واكد ارزيقات ان نتائج التشريح تبين ان سبب الوفاة هو الضرب المبرح، وبناء عليه تم استدعاء زوجة الاب حيث كانت المباحث قد اشتبهت بها.

وأضاف أن زوجة الاب اعترفت بجريمتها، واكدت انها كانت تضرب الطفلة وشقيقتها باستمرار، وفي الايام الثلاثة الاخيرة ضربتها ضربا مبرحا، ما ادى الى حدوث نزيف داخلي افضى للوفاة.

التفاصيل التي رواها ارزيقات فتحت باب السؤال على مصراعيه، حول دور العائلة والاقارب في حماية الطفلتين من جور زوجة ابيهما،  توجهنا الى قرية عبوين واستقصينا حول القضية.

حاولنا مقابلة الجد او العمة اللذان يعيشان مع عائلة ابنهما في نفس المبنى، "طوابق مختلفة"، ولكننا لم نستطع، حيث لم يكن احد في المنزل، ونجحنا اخيرا في مقابلة عمة الطفلتين المتزوجة لدى عائلة اخرى في نفس القرية.

عمة الطفلة: الخبر صعقنا
العمة نسيبة هزيم قالت لـوطن انها صعقت بخبر وفاة ابنة اخيها، حيث تم اخبارها في البداية ان سبب الوفاة هو خطأ في "التطعيم"، وقالت ولكن التحقيقات تبين انها توفيت على يد زوجة ابيها، وهو ما صدمنا اكثر.

واكدت نسيبة انها لم تكن واخواتها على علم بما يجري مع بنات اخيها بالمطلق، واشارت الى ان زوجة اخيها كانت تعامل الطفلتين امامهم بلطف وحنان كبيرين، كما انهما كانتا متفوقتين في الدراسة.

العمة: استدعينا عائلتها منذ سنتين

واوضحت العمة لـوطن انه قبل نحو سنتين لاحظ بعض افراد العائلة وجود علامات ضرب على جسدي الطفلتين، وحين تأكدوا انه من زوجة ابيهم استدعوا عائلتها، وتعهدت امامهم انها لن تكرر هذه الفعلة.

واضافت العمة، انها باستمرار تسأل الطفلتين ما اذا كانتا يتعرضن للضرب من زوجة ابيهما ام لا، ولكنهما كانتا تنفيان ذلك تماما، وتتابع: "ربما خوفا منها".

العمة: استبعد ان اخي يعلم
وفي وقت تستمر فيه الشرطة بتوقيف الوالد وزوجته، تستبعد العمة ان اخيها كان على علم بما يجري مع بناتيه، تقول: ليس دفاعا عن اخي ولكنه كأي رجل يذهب للعمل صباحا ويعود مساء وهما في سبات.

واضافت العمة: ولو كان يعرف لما كان صمت على ذلك فلا احد يقبل لبناته ان يتعرضا لضرب مبرح كهذا.

وطالبت العمة بايقاع اشد العقوبة على زوجة اخيها، قائلة: "لا عقل يستوعب هكذا جريمة".

يذكر ان زوجة الاب اعترفت بجريمتها، فيما تجري التحقيقات الان مع الاب لمعرفة مدى علمه بما كان يحدث مع ابنتيه.
 

تصميم وتطوير