محمود .. حبيب الأرض في عناق أبدي

02.12.2017 03:44 PM

نابلس – وطن – نزار حبش: على أكتاف الفلاحين .. بسواعد المنجل والمشط والمذراة، حمل الشهيد محمود زعل الى مثواه الأخير في قرية قصرة قضاء نابلس، هو حبيب الأرض كما اعتادت زوجته أن تنادية.

"والله العظيم انه حبيب الأرض" هكذا قالت لنا ايمان شحادة زوجة الشهيد، مردفة : روحو شوفو الأرض راح تبكوا عليها من جمالها، والله العظيم كان يكتب على حاله شيكات عشان يشتري زيتون ويزرع، قضى كل حياته عشان ما تتصادر .. روحو صوروا الأرض وشوفوها.

قصدنا كما تمنت علينا الزوجة الثكلى أرض محمود .. هناك بحثنا فوجدنا آية من التضحية مطبوعة على حجارتها .. إنها دماء محمود، الأرض ما بخلت علينا، فكشفت لنا أداة القتل التي أطلقها أحد المستوطنين، أداة قتلت محمود على بعد أمتار فقط من آخر ما غرسته يداه من حياة في أشتال التين والزيتون، وكأنها وصية الشهيد  لتعمير الأرض المهددة بالمصادرة.

"بدي عمرها" هكذا صرخت ابنة الشهيد  هالة زعل أثناء مقابلة خاصة مع وطن، مضيفة : أنا وكل العيلة بدنا نعمرها لتنفيذ وصية الوالد .. وراح نبني فيها ونسكن هناك عشان تفرح أمي رغم كل المحاولات لتهجيرنا عنها.

وقضى محمود نصف عمره على مدار سبعة وعشرين عاما في فلاحة الأرض، احتضنها ورعاها كل شبر بنذر كما يقول المثل الشعبي، ثم هبت عواصف الحقد من أعالي الجبال من مستوطنات الإحتلال.

وكان مستوطن أطلق الرصاص تجاه الشهيد محمود (47 عاماً)، مساء الخميس، أثناء اقتحام عدد من المستوطنين قرية قصرة قضاء نابلس، وبحماية جيش الاحتلال.

تصميم وتطوير