هل نفض الرئيس يده من العرب ؟

15.01.2018 02:06 PM

رام الله- وطن : للمرة الأولى يتحدث فيها الرئيس محمود عباس بهذا الوضوح خلال افتتاح جلسة المجلس المركزي في مدينة رام الله، عن اغراءات مالية تتعرض لها القيادة بهدف تمرير قضية التطبيع العربي مع اسرائيل قبل حل نهائي وشامل للقضية الفلسطينية.

وقال الرئيس في هذا الصدد: متمسكون بالمبادرة العربية للسلام بالترتيب وكما وردت، حل قضيتنا أولا ومن ثم التطبيع بين العرب واسرائيل، مردفا: ما حدا يلعب علينا.. في ناس تحاول اللعب .. جائني مسؤول 3 مرات وقال لي "إقبل هذا المبلغ" فجاوبته مستحيل، أولا حل قضيتنا ومن ثم الحل الاقليمي، ولن نسمح بتطبيع العلاقات.

وإن كانت السعودية أم غيرها من الدول العربية التي قصدها الرئيس في خطابه، فإن ذلك يعبر بشكل أو بآخر عن غضب فلسطيني على موقف بعض العرب، الذي يتناقض تماما مع مبادرة السلام العربية وينسجم مع ما تسمى صفقة القرن الأمريكية، أو صفعة القرن كما أسماها أبو مازن.

ووفقا للكثير من المراقبين فإن القيادة غير قادرة على أي مواجهة دبلوماسية مع أي دولة عربية في الوقت الحالي، لذلك تبدو سياسة النأي بالنفس هي الاستراتيجية الفلسطينية في التعامل مع العرب.

وأضاف الرئيس في خطابه: نحن لا نتدخل في الشؤون العربية ولا نقبل أحد أن يتدخل في شؤونا، القضية قومية صحيح ولكننا أصحاب القرار الاول والأخير، ما حدا يتدخل أو يلعب من ورائنا .. إبعدوا عنا .. حلوا عنا.

وحول هذا الموقف من الرئيس قال الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين لوطن إن الرئيس بدى غاضبا ومحبطا في خطابه وخصوصا من بعض الأطراف العربية، فأكد ما كان يتسرب حول وجود ضغوط عربية أو رسائل تنقل للجانب الفلسطيني بشأن الموقف الأمريكي وما يطالب به الأمريكون من أجل تمرير التسوية الاقليمية على حساب الحقوق الفلسطينية بما فيها قضية القدس.

وأضاف شاهين: يبدو الرئيس وكأنه يريد أن يقطع الطريق أمام أي تغيير في مبادرة السلام العربية فالرئيس كان يحاول بغضبه أن يستقوي بمواقف قد تخرج عن المجلس المركزي لا توجه اتهامات مباشرة الى أطراف عربية، لكنها على الاقل تعيد التأكيد على التمسك بمبادرة السلام العربية وعدم قلبها رأسا على عقب كي تبدأ بالتطبيع بدلا من البدء بانهاء الاحتلال.

وأمام المواقف العربية الخجولة في التعامل مع القضية الفلسطينية التي تمر في أصعب لحظات تاريخها، فإن أقصى ما يطلبه الفلسطينيون من الدول العربية تنفيذ قرارات القمم العربية في عمان عام 1980، وبغداد عام 1990، والقاهرة عام 2000، والداعية كلها لقطع كل اشكال العلاقات مع الدول التي تعلن القدس عاصمة لدولة الاحتلال وتنقل سفارتها اليها، رغم أن ذلك قد يكون ضربا من ضروب الخيال في ظل هيمنة أمريكية على مراكز صنع القرار العربي.

تصميم وتطوير