في ولادة جديدة لمركز الابحاث الفلسطيني

افتتاح اعمال مؤتمر " مراجعة الاستراتيجيات الفلسطينية خلال مئة عام"

21.03.2018 09:11 PM

رام الله – وطن: افتتح مركز الأبحاث الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية اليوم الاربعاء اعمال مؤتمر "مراجعة الاستراتيجيات الفلسطينية خلال مئة عام أين أخطأنا وأين أصبنا" بمقر المقاطعة في رام الله، بمشاركة نخبة من صناع القرار، والخبراء، وسياسيين واكاديميين.

ويأتي المؤتمر كأعلان رسمي عن اعادة تفعيل واحياء عمل مركز الابحاث الفلسطيني، بحيث سيعقد المؤتمر بشكل سنوي لمراجعة استراتيجيات الحركة الوطنية، بعد نجاح المركز باستعادة وثائق مركز الأبحاث المودعة في الجزائر وهي بمثابة 20 طن من الوثائق.

وقال الرئيس محمود عباس في كلمة القاها بالنيابة عنه نائب رئيس الوزراء زياد أبو عمرو إن فكرة عقد هذا المؤتمر جديرة بالاهتمام والاحترام، مؤكدا ضرورة انتظامه ليس لأجل جلد الذات بل لاستخلاص العبر وتصويب الأخطاء وتطوير أساليب العمل، مشدد على أهمية مراكز البحوث، والجامعات واسهاماتها في اغناء الحوار الوطني البناء والملتزم، ونشر الدراسات والأبحاث التي من شأنها ترشيد صنع القرار على كافة الأصعدة.

واضاف ابو عمرو ان المؤتمر يسعى لاستبصار خلاصات بمنهج علمي تحليلي، والخروج من الواقع واستبداله بحالة تنقلنا من ردة الفعل إلى الفعل، مشددا على عدالة القضية الفلسطينية، وضرورة العمل على رفع الظلم الواقع على شعبنا الفلسطيني منذ مئة عام.

من جانبه قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس مجلس إدارة مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير محمد اشتية في حديث لوطن للانباء ان  مركز الابحاث الفلسطيني عبارة عن مؤسسة للعصف الذهني، مهمته وضع الرؤى وتقدير المواقف وتقديم اقتراحات للقيادة السياسية في بعض السياسات .

واضاف اشتية ان المركز هو ذراع لمنظمة التحرير والقيادة الفلسطينية، واليوم نحييه لان اي بلد يحتاج الى فكر وسياسة ومأسسة لتقديم رواية فلسطين التي زور تاريخها.

واوضح اشتية ان مركز الابحاث توقف عن العمل بعد ان صادر الاحتلال محتوياته عام 1982، وقد نجحنا في استعادة المحتويات والوثائق الخاصة بالمتحف التي كانت لدى الجزائر.

يشار الى ان وثائق ومحتويات المركز الفلسطيني تم استرجاعها من الاحتلال الاسرائيلي في صفقة تبادل للاسرى.
من جانبه قال القيادي في حركة فتح احمد غنيم لوطن ان من اهم ما يمكن ان تقوم به اي قيادة سياسية هو مراجعة تاريخها وادائها ونفسها، ولذلك من الجراة بمكان ان تقوم القيادة الفلسطينية بالمبادرة لعقد هذا المؤتمر لمراجعة اداء الحركة الوطنية خلال 100 عام لمعرفة اين اجدنا واين اخطانا.

واوضح غنيم ان المؤتمر من شأنه ان يقدم ويقف على العوامل الموضوعية والذاتية التي اعاقت تحقيقنا الانتصار، وبالتالي رسم استراتيجية فلسطينية قادرة على التغلب على العقبات.

واشار غنيم الى ان المؤتمر يسبق انعقاد دورة جديدة للمجلس الوطني، وبالتالي فأن بامكانه تقديم اوراق عمل هامة للمجلس تمكنه من صياغة الاستراتيجيات الفلسطينية، كما ان رعاية الرئيس للمؤتمر تعطي اشارات عالية ان القيادة الفلسطينية مهتمة بتقييم الحركة الوطنية وهي تأخذ ذلك بعين الاعتبار.

يذكر ان مركز الأبحاث الفلسطيني تأسس في بيروت، في 28 شباط 1965، بقرار من اللجنة التنفيذية الأولى لمنظمة التحرير الفلسطينية، بعد وقت قصير من إعلان قيام المنظمة في أيار 1964، واعتبر قرار اللجنة التنفيذية المركز مؤسسة من مؤسسات منظمة التحرير، يديرها مدير عام يتبع مباشرة رئيس اللجنة التنفيذية .

وتمتع المركز منذ تأسيسه باستقلال كبير فيما يتصل بنشاطه في المجالات التي أنشئ من أجلها باعتباره المؤسسة المدنية الأولى التي أنشأتها م.ت.ف. بعد أن كانت قد أقامت جيش التحرير الفلسطيني في أواخر عام 1964.

وجرى خلال المؤتمر تكريم مدير عام مركز الأبحاث السابق صبري جريس، الذي اكد في حديث لوطن  ان المركز   هو مركز ثقافي بحثي تعليمي توثيقي، وان الدور السياسي الذي يلعبه هو دور ثانوي.
واضاف جريس ان المركز عمل على توثيق القضية الفلسطينية بشكل دقيق واجراء الابحاث والدراسات  واستنباط الاراء ورصد المواقف، وهذا امر مطلوب.

واشار جريس الى ان اطلاق المركز جاء بعد سنوات خفت فيه العمل بالمركز، على امل ان يعود عمله الى عهده السابق في تأدية المهام التي كان يقوم، ليضع لنا صورة الى اين نحن ذاهبون ويجنبنا ارتكاب الاخطاء.

من جانبه قال رئيس تحرير الشؤون الفلسطينية سميح شبيب لوطن : انه مع بداية تأسيس منظمة التحرير جرى التفكير  جديا بتأسيس مؤسستين هما الجيش الفلسطيني ومركز الابحاث، وكان رئيس اللجنة التنفيذية الاولى احمد الشقيري يردد دوما مقولة "لقد تركتم فيكم شيئين، عضلات المنظمة وهي الجيش وعقل المنظمة وهو مركز الابحاث، الذي لعب دورا هاما منذ تأسيسه كمركز عقل وفكر، شارك به كبار المثقفين الفلسطينيين، والان نحن نحن امام ظروف ومعطيات جديدة ، نامل ان يؤدي المركز الدور المأمول منه".

والقى اشتية كلمة خلال حفل الافتتاج استعرض بها مراحل النضال الفلسطيني، وقدم شرحا تاريخيا منذ احتلال فلسطين عام 1948 والمراحل النضالية والسياسية التي مرت بها القضية الفلسطينية حتى يومنا هذا.

وافتتحت اعمال الجلسة الأولى من اعمال المؤتمر بعنوان مراجعة أداء الحركة الوطنية في ثلاثينات واربعينات القرن الماضي يرأسها د. احمد عزم ويتحدث فيها د. زياد أبو عمرو، ود. علي جرباوي، ود. مصطفى البرغوثي، ود. مانويل حساسيان، و أ. احمد غنيم.

يشار الى ان مؤتمر مراجعة الاستراتيجيات الفلسطينية سيستمر على مدار يومين، ويناقش 40 ورقة عمل مقدمة من ذوي الخبرة والاختصاص، من الضفة وغزة، واراضي عام 1948، والأردن ومصر، ولبنان، وسوريا، وأوروبا، والولايات المتحدة.

وتستعرض أوراق العمل ضمن خمسة محاور رئيسية هي: واقع الحركة الوطنية في الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضي، وواقع الاستراتيجية بعد النكبة وحتى 1993، والأداء عقب اتفاق أوسلو والمفاوضات وما بعدها، ومراجعة استراتيجيات انهاء الانقسام، في حين تركز الجلسة الأخيرة على استراتيجية التوجه المستقبلي.

تصميم وتطوير