8 الآف حالة في فلسطين..

كيف تكتشف أن طفلك مصاب بالتوحد؟

26.04.2018 05:06 PM

وطن- وفاء عاروري:  يعرف شهر نيسان عالميا أنه شهر أطفال التوحد، ويركز في هذا الشهر على اضطراب التوحد في كل وسائل الاعلام، وتعقد العديد من الجلسات وورشات العمل لتوعية المجتمعات حول كيفية التعامل مع أطفال التوحد.

وفي فلسطين، نظمت جمعية بلد للتنمية والابداع اليوم فعالية في مدينة رام الله، لتسليط الضوء على أطفال التوحد، تحت شعار "كن معي في عالمي".

والتقت وطن خلال الفعالية بجنات مصطفى والدة أحد الأطفال المصابين بالتوحد، والتي تحدثت عن كيفية اكتشاف هذا الاضطراب لدى طفلها وكيفية تعاملها معه، فقالت: رزقني الله بتوأم، وخلال الشهور الأولى بعد الولادة لاحظت أن أحدهما لا يظهر أي تواصل بصري أو اجتماعي، ولا يبدي أي حركات من تلك التي يقوم بها الأطفال كالمداعبة والمناداة وغيرها.

وأضافت مصطفى: شعرت أنه في عالم آخر غير عالمنا، وقررت أن أذهب به إلى الطبيب.

وبالفعل حملت طفلها واتجهت به الى الطبيب الذي أبلغها أنه مصاب بالتوحد، ولكن لا يمكن البدء بعلاجه إلا بعد ثلاث سنوات، وأخبرها أن عليها متابعة حالته مع مراكز علاج وظيفي.

بدأت مصطفى تعالج طفلها من خلال مراكز العلاج الوظيفي، حيث تقول: لم أعطه أي نوع دواء بالمطلق، بل كان كل العلاج سلوكي وظيفي، ومن خلال تجربتي فانني انصح كل أم بمتابعة طفلها والانتباه له مبكرا، وعدم الانتظار حتى يصبح عمره 3 سنوات.

وأكدت ان طفلها الذي يبلغ من العمر 6 سنوات الان، يتحسن باستمرار وهو في مرحلة علاجية متقدمة، وقد اندمج في المجتمع والمدرسة وهناك معلمة متخصصة تتابع حالته.

من جهته، قال ابراهيم خريشة رئيس مجلس ادارة جمعية بلد، التي نظمت الفعالية بدعم من الصندوق العربي الانمائي، وبالشراكة مع مؤسسة التعاون، إن الجمعية التي تأسست عام 2006، هي واحدة من المؤسسات الفلسطينية القليلة التي تعنى بالاطفال المصابين بالتوحد.

وأضاف خريشة: برنامج اطفال التوحد أحد اهم البرامج التي تقدمها مؤسسة بلد، واليوم تحديدا هناك انطلاقة لبرنامج عمل جديد معهم، حيث تم تخريج 140 متدرب، خضعوا لبرامج تدريبية متخصصة لمساعدة اطفال يعانون من التوحد، ولاكسابهم مهارات للتواصل مع الأخرين داخل المجتمع والاسرة.

من جانبها، قالت أمل عبدو، مديرة البرامج والمشاريع في جمعية بلد للتنمية والابداع، أن التوحد ليس مرضا وانما اضطراب نمائي يصيب الاطفال في سن سنتين، ويكون لديهم خلل في الثالوث المهم في حياة أي طفل، " التواصل الاجتماعي، اللغة، القدرة على التخيل".

وأضافت عبدو: يكون لديه حركات نمطية وتكرارية نستدل منها ان هناك مشكلة فنتدخل في حالته فور اكتشافها.

وأوضحت عبدو ان الجمعية لها دوران في موضوع اطفال التوحد، فهي تعمل على تهيئة البيئة التي يعيش فيها طفل التوحد، من خلال عدد من المؤسسات الشريكة، وكذلك تعمل على صقل مهارات المتدربين على التعامل مع اطفال التوحد، ورفع جاهزيتهم للتعامل معهم.

وأشارت عبدو إلى أن جمعية بلد حاليا في طور بناء وانشاء مركز ضخم للتوحد، سيقدم خدمات نوعية لـ 150 طفلا، وقالت: الرقم يبدو بسيطا أمام عدد حالات الاطفال المصابين بالتوحد في فلسطين وهم 8 الاف طفلا وفقا لمركز الاحصاء الفلسطيني، ولكنه ليست الا البداية وبعد ذلك سنكون قادرين على استيعاب اعداد اكبر.

تصميم وتطوير