خيارات "مفتوحة" امام الفلسطينين للرد على نقل السفارة الأمريكية للقدس

23.05.2018 05:19 PM

البيرة- وطن: ما تزال المنطقة تعيش على وقع الزلزال الذي احدثه افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، والذي تزامن مع ذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني، افتتاح يهدف لتثبيت سياسة الأمر الواقع التي تنفذها دولة الاحتلال في القدس، وطي ملفات الحل النهائي.

فحول الخيارات في هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها القضية الفلسطينية عقدت ندوة حملت عنوان "نقل السفارة الأمريكية للقدس والخيارات الفلسطينية المتاحة"، في مقر بلدية البيرة اليوم الأربعاء، بتنظيم من مركز العرب للشؤون الاستراتيجية ورسم السياسات. 

وشدد المتحدثون على ضرورة التصدي لتداعيات نقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة، وعلى أهمية مواجهة التحديات والمخاطر الكبيرة المحدقة بالقدس.

وقال رئيس البعثة الفلسطينية في الولايات المتحدة د.حسام زملط: إن الفعل الذي ارتكبته الولايات المتحدة في القدس لم يكن عملا سياسيا مرفوضا فحسب، بل عدوان على الشعب الفلسطيني وحقوقه ومقدراته وممتلكاته.

وأشار إلى أن إعلان ترمب سرقة وتزييف، معتبراً أن السفارة الأميركية في القدس مستوطنة غير قانونية وغير شرعية، وستزال شأنها شأن كل المستوطنات التي أقامها الاحتلال في الأرض الفلسطينية، كوننا نتحدث أولا عن خرق فاضح للقانون الأميركي، وثانيا عن خرق للعلاقة التعاقدية بين فلسطين والولايات المتحدة.

وفيما تزامن نقل السفارة مع إعطاء الإدارة الامريكية الضوء الأخضر للاحتلال لقتل الفلسطينيين الذين خرجوا في مسيرات العودة على حدود غزة، أطلقت إسرائيل واللوبي المساند لها حملة لإغلاق ممثلية فلسطين في واشنطن.

وحول ذلك قال زملط لـوطن: إن اللوبي المؤيد لإسرائيل في أمريكا، يواصل استهداف بعثة فلسطين في الولايات المتحدة، ويمارس ضغوطه لإغلاق مكتب المفوضية العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويطالب بطرد السفير أيضاً".

ورداً على اطلاق اللوبي المؤيد لإسرائيل في أمريكا حملة، وتوجه العديد من اعضائه برسائل مفتوحة لوزارة الخارجية والإدارة الأمريكية مطالبين بإغلاق مقر بعثة فلسطين، قال زملط: نؤكد على أهمية وجودنا واستراتيجيته في الولايات المتحدة، ولكننا لن نسمح لأحد أن يستفزنا فيه .

وتابع: نحن اليوم بين أهلنا، ووجودنا في الولايات المتحدة يجب أن يكون مبنياً على علاقة ثنائية صحيحة وليست مختلة كما هي عليه الآن".

بدوره قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف: إن الموقف الأميركي له هدف كبير، فإدارة ترمب تحاول طرح مقاربة جديدة للقضية الفلسطينية، يقوم على دعم إرهاب الدولة الذي تقوم به حكومة الاحتلال، عبر صمتها عن الجرائم المرتكبة بحق شعبنا، في مختلف أرجاء الوطن.

وأوضح أن إعلان ترمب منافيا لكل القرارات والقوانين الدولية، ويضرب بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية، كما أنه مخالف لإرادة المجتمع الدولي، حيث صوت 14 دولة ضده غير أن أميركا استخدمت حق النقض "الفيتو".

وأضاف ابو يوسف، إن الولايات المتحدة لم تعد منحازة للاحتلال فحسب بل شريكة في العدوان على شعبنا، لذلك اجتمعت القيادة وعقدت المجلس الوطني وبلورت مواقف للرد على الإعلان الأميركي، اساسه رفض أي دور أميركي في عملية السلام في المرحلة المقبلة، فأميركا أصبحت معادية ومشاركة مع الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني.

وبين أبو يوسف أن المجلس المركزي الفلسطيني أخذ جملة من القرارات أيضا، فيما هب شعبنا بكافة مكوناته لرفض إجراءات الاحتلال، مضيفا أن قرارات المجلس المركزي وضعت آلية واضحة لحماية الثوابت الفلسطينية التي دفع شعبنا ثمنها.

وأمام ذلك يبقى الفلسطينيون أمام خيارات صعبة في ظل المتغيرات السياسية في المنطقة خاصة بعد خطوة ترامب المخالفة للقوانين الدولية والتي اعتبرت تقويضاً للعملية السلمية.

تصميم وتطوير