عدسة وطن ترصد عادات شهر رمضان في خيام البدو

وطن - وفاء عاروري: يعيش بدو عرب الجهالين في تجمع الخان الاحمر رمضان هذا العام باجواء صعبة للغاية، يشوبها التوتر والقلق على مستقبلهم في هذا التجمع الذي لا يعرفون غيره مكانا للحياة، في ضوء تهديد سلطات الاحتلال بهدمه.

وزار طاقم تلفزيون وطن يومس أمس تجمع الخان الاحمر والتقى في بدو عرب الجهالين في التجمع الواقع شرق القدس المحتلة، للاطلاع على حياتهم في شهر رمضان، ورصد ابرز العادات والتقاليد المتبعة لديهم، حيث شرح المتحدث باسم التجمع، عيد خميس،  لـ وطن أشهر عاداتهم في شهر رمضان.

وقال خميس: إن البدو يستعدون لشهر رمضان قبل أسبوع من بدئه على الأقل، ويجلبون الكثير من المواد الغذائية التي تلزمهم في هذا الشهر، حتى أن الأطفال الأصغر سنا لدى البدو، يعتقدون لأول مرة أن رمضان هو رجل أو ضيف محبب لديهم، بسبب كثرة الاهتمام به.

وعن الإفطارات الرمضانية وأساليبها، قال خميس إنه في كل يوم يأتي رجال البدو مع أبنائهم الذكور إلى "الشق"، وهو خيمة بمثابة مضافة، يحضر الرجال اليها ويحضرون معهم طعامهم، حيث يتناولونه في "الشق" بشكل جماعي مع كل الذكور الرجال والأطفال في التجمع، ولا تشاركهم في ذلك الاناث سواء النساء أو صغيرات البدو.

وحسب خميس فإن الرجال يقضون الوقت كله من الإفطار إلى السحور معا، وقبل السحور بقليل يعودون إلى خيمهم يحضرون ما تيسر من الطعام من اجل السحور، ويعودون إلى "الشق" مرة أخرى، وقال: هناك يتم تناول السحور وأداء صلاة الفجر معا أيضا.

وعن دور نساء البدو وعاداتهن في شهر رمضان، قال أبو خميس: كل ليلة يفطرن عند واحدة منهن، لا أحد يحضر الطعام بتاتا، وانما المضيفة تطبخ للجميع، وهكذا بالتناوب حتى ينتهي الشهر.

وأشار خميس أن عقوبة المفطر عند البدو شديدة، فهو غير مرحب فيه على الاطلاق في "الشق" الذي يجتمع فيه الرجال، ولا يمكنه تناول الطعام معهم، وقال: ليس فقط عند الرجال إنما في بيته أيضا غير مرحب به لتناول طعام الإفطار مع عائلته بما في ذلك زوجته، وإنما يأخذ طعامه ويجلس وحيدا، فتتم مقاطعته مقاطعة تامة.

وأكد خميس أن الهدف من ذلك هو ان يرى الأطفال عقوبة الافطار في شهر رمضان فيرتدعوا عن فعل ذلك، على حد قوله.

ويعتبر المنسف العربي المكون من الأرز واللحم واللبن، أشهر أكلات شهر رمضان المبارك لدى البدو، سواء الرجال منهم أو النساء، فتراه حاضرا ثلاثين يوما في الشهر على موائدهم.