تل رميدة سجن كبير واعتداءات الاحتلال لا تتوقف

الحاج ابو عيشة يروي لوطن كيف اجبره الاحتلال على خلع ملابسه بالكامل وسط الخليل

19.06.2018 08:19 PM

وطن: يكاد لا يمر يوم على أهالي تل ارميدة وسط مدينة الخليل دون أن يتعرضوا لانتهاكات من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين.

ويخضع المواطنون الذين يعيشون في منطقة تل رميدة وشارع الشهداء اثناء خروجهم او دخولهم الى منازلهم،  لتفتيش دقيق على الحواجز المنتشرة على مداخل الحي، وتنكيل واعتداء، يتخذ كل مرة شكلا جديدا.

الحاج راضي أبو عيشة واحد ممن يتعرضون يومياً للتنكيل من قبل جنود الاحتلال وإجراءاته المذله التي تهدف الى طرده من منزله، اجبر مؤخرا من قبل جنود الاحتلال وبالقوة على خلع ملابسه بالكامل لدى عبوره الى منزله في الحي.

ويروي ابو عيشة لــوطن مع تعرض له من اعتداء من قبل جنود الاحتلال قائلاً انه بعد دخوله الحاجز العسكري لجيش الاحتلال انطلق جرس البوابة الالكترونية على الأزرار الموجودة على ثيابه، فأمره الجندي بان يخرج كل ما لديه من حديد، رغم تأكيد أبو عيشة له انه لا يملك أي شيء مصنوع من الحديد، وإخباره أن الصوت ينطلق بسبب الأزرار.

واضاف ابو عيشة ان الجندي لم يصدقه وارغمه على خلع ثيابه من اجل المرور الى منزله، متسائلاً " إذا كان كبار السن يُعاملون بهذه الطريقة فكيف سوف يعامل الشباب الذين يمرون من الحاجز."

ولا تقتصر انتهاكات الاحتلال واعتداءاته على الحواجز العسكرية التي تحيط الحي وتخنقه، بل تصل إلى داخل منازل المواطنين التي تتعرض لاقتحامات بشكل متكرر وفي اي وقت كان، من قبل الجنود او المستوطنين، فلا يسلم منها أحد.

قصي القصراوي احد الأطفال الذين يعيشون في تل ارميدة قال لوطن انه عندما يذهب للعب يقوم جنود الاحتلال بمنعه وطرده من المكان، وعند مروره عن الحاجز يمنع من ذلك بسبب عدم امتلاكه لتصريح مرور من الحاجز رغم انه قاصر ولا يمتلك بطاقة شخصية.

ويواصل جيش الاحتلال سياسة خنق الأهالي والتضييق عليهم والتي بدأت منذ عام 2000 حين حولت حي تل رميدة الى منطقة عسكرية مغلقة، في حين اعطت الضوء الاخضر للمستوطنين لممارسة العربدة والاستيلاء على منازل وممتلكات المواطنين، وهي سياسة من المتوقع ان تتسع في قادم الايام مع ضمان الجيش عدم فضحها مع التضييق الذي يمارسه الجيش ضد النشطاء الحقوقيين ومحاولة منعهم من التصوير ونقل معاناة المواطنين، خاصة بعد مصادقة حكومة الاحتلال على مشروع قانون يمنع تصوير جنود الاحتلال اثناء عملهم.

من جانبه قال منسق تجمع المدافعون عن حقوق الإنسان بديع دويك لوطن ان  جنود الاحتلال قاموا بتطبيق القانون الذي عرض على الكنيسيت وتم المصادقة عليه بالقراءة الأولى وهو منع تصوير جنود جيش الاحتلال.

وأضاف دويك أن القانون في حال تم الموافقة عليه واقراره سوف يستخدم للتذرع بأي عملية قتل في المستقبل لأي فلسطيني في جميع المناطق.

ولطالما شهد حي تل ارميدة وشارع الشهداء إعدامات ميدانية  لعددٍ من الشبان استطاع النشطاء والاهالي تصويرها وكشفها للرأي العام المحلي والعالمي،  كاعدام  الشهيد عبد الفتاح الشريف الذي وثقت كاميرات الناشطين عملية إعدامه من قبل جنود الاحتلال بدم بارد.

يذكر ان حيّ تلّ الرميدة وشارع الشهداء يقعان وسط مدينة الخليل، وصنّفهما الاحتلال كمنطقة عسكريّة مغلقة في عام 2000 لأسباب أمنيّة، ويمنع الجنود أيّ مواطن غير مقيم من الدخول إلى المنطقة سواء الطواقم الصحافيّة أم الطبيّة أم أقرباء العائلات القاطنة في المنطقة، ويسمح فقط للمواطنين المقيمين هناك بالمرور سيراً على الأقدام، الأمر الذي يجعل المنطقة أقرب إلى سجن كبير.


 

تصميم وتطوير