وداعاً باولا

22.07.2018 08:05 PM

رام الله – وطن للانباء- فارس المالكي : باولا آبرامز حوراني سنوات طويلة من النضال والحراك دعما للفلسطينيين وقضيتهم ، باولا تاريخ يروي سيرةً يصعُب ردفها ، فهي لطالما عُرفت بنشاطها اللافت في اوروبا بقيادتها لفعالياتٍ وتظاهراتٍ ضد الاحتلال ، باولا امريكية الجنسيةِ لكن قلبها فلسطيني وبامتياز .

باولا التي أسست سنة 2001 منظمة نساء بالوشاح الاسود ونفذت هذه المنظمة عشرات الفعاليات المناهضة للاحتلال والمطالبة بالحرية لفلسطين، ستبقى صورتها محفورة في اذهان الفلسطينيين وكذلك من رافقها وشاهدها وهي توزع المنشورات المتضامنة مع الفلسطينيين على المارة في شوارع فينا تحت الثلوج وفي عز البرد.

باولا التي تزوجت الكاتب والمؤرخ الفلسطيني فيصل الحوراني ولدت عام الفٍ وتسعمئة واربعين في الولايات المتحدة الامريكية لأبوين امريكيين يهوديين توفيت في الرابع من حزيران الماضي عن عمرٍ ناهز الثمانية والسبعين عاما .

وخلال حفل تأبين الراحلة باولا الذي عقد في رام الله وفي كلمة لها نيابةً عن عائلة حوراني اكدت لمى حوراني ان باولا كانت حريصةً دائما على ان يجتمع افراد العائلة جميعا في اي فرصة ، مشيرة في ذات السياق ان علاقة باولا بها وبأختيها كانت علاقة تتجاوز كونها " زوجة أب " فكانت باولا الصديقة المحبة وكنا دائما متفقين على حب غزة بشكلٍ خاص وكنا كذلك متفقين على ضرورة عمل كل ما يمكن من اجل نصرة الشعب الفلسطيني .

كما اكدت حوراني ان حباً اخر جمع باولا بالعائلة وهو حب ابن العائلة الصغير " لؤي " فقد تمكنت باولا ان تنسج علاقة حبٍ خاصة مع لؤي منذ ولادته وهو ايضا يكن لها الكثير من الحب والاحترام ، مؤكدة ان باولا كانت تتقن قراءة شخصيات الناس جيدا وكانت تعرف كيف تدلل من تحب وكانت مغرمةً بشراء الهدايا وكانت تعرف تماما كيف تنتقي الهدايا لكل فردٍ من افراد العائلة .

كما اشارت حوراني ان باولا كانت مغرمةً بالفن عموما والموسيقى خصوصا ، فقد ارسلت اول هدية لابننا " لؤي " عند ولادته مجموعة من الاقراص المدمجة للموسيقى الكلاسيكية وكانت دائما تقول لنا ان على الاطفال ان يتعودوا على الموسيقى الراقية منذ اليوم الاول لولادتهم .

كما اكدت ان باولا كانت تستمتع دائما في حضور حفلات الاوركسترا للمعهد الوطني للموسيقى ، وكانت ترى في ذلك بصيص املٍ لفتيات وفتيان فلسطين .

واليوم ترحل باولا بجسدها لكن روحها ستبقى حاضرةً في الاذهان وهي التي كافحت من اجل فلسطين ارضاً وشعباً في كل المحافل وعلى امتداد الساحات الدولية .

تصميم وتطوير