مصعب سلهب: ابرة تخدير شلّت كل أحلامه !

عائلة سلهب تروي قصتها لوطن: ماذا حصل مع ابنها.. ومشفى النجاح يكتفي باصدار بيان !

30.09.2018 05:14 PM

نابلس – وطن للانباء – فارس المالكي : ذهول وصدمة.. خوف وقلق.. دموع حزن وغضب.. حالة غليان.. وهلوسة احيانا، ربما هذا اقل ما يمكن أن يعبر عن حالة عائلة سلهب التي ذهبت بابنها إلى مشفى النجاح الوطني الجامعي وهو يسير على قدميه من أجل عملية منظار بسيطة، لتعود دونه، ولا تحمل إلا الأمل أن يعيش ولو كان مشلولاً. 

بدأت القصة الأربعاء الماضي الساعة التاسعة صباحاً، حين توجه الشاب مصعب سلهب إلى مشفى جامعة النجاح الحكومي لإجراء عملية منظار في معدته بعد أن كان يشكوا آلاما فيها.

يقول عمه أبو أمجد سلهب  لـوطن " دعواتكم لنا بشفاء ابننا، مصعب توجه صباح الاربعاء الموافق السادس والعشرين من ايلول الجاري الى مشفى النجاح لاجراء عملية منظار للمعدة، وذلك بعد شعوره بالالام في المعدة وصعوبة في التنفس عند الاكل، حيث كان من المقرر ان يمكث في غرفة العمليات لمدة لا تتجاز  20 دقيقة، لكنه مكث في الغرفة اكثر من ساعة ونصف".

وحين طال وقت العملية أكثر من اللازم، بدأت حالة القلق تراود أهل مصعب، ليتفاجأ الاهل أن ابنهم خرج من العملية فاقدا للوعي"  لكنه كان يتحرك يمينا ويسارا مع حالة  ارتجاج في الجسم دون ان يكترث احد له من الطاقم الطبي المتواجد معه". كما يروي عمه. واضاف "بعد وين وين لانتبه الاطباء أن ابننا دخل في غيبوبة.. ثم لاحقا طلبوا منا أن ندعوا له بالشفاء".

لكن ماذا حصل!!

هذا هو السؤال الذي يراود عائلة سلهب، ويراود كل ما تفاجأ بما حصل مع الشاب" الخلوق المسالم المتدين" كما تقول العائلة.

يروي شادي عطا الله زوج شقيقة الشاب مصعب لـوطن، أن ما حصل مع صهره هو خطأ طبي فادح ارتكبته ادارة المشفى "مصعب ذهب بقدميه الى مشفى النجاح وكان يعاني من الالام في المعدة، وكان قد حجز في وقت سابق لاجراء العملية، لكن طبيب التخدير لم يكن موجودا اثناء العملية، ومن أعطى ابرة البنج هي ممرضة تعمل داخل مشفى النجاح".

كما يؤكد انه وبعد مرور اكثر من ساعة ومصعب في غرفة العمليات "لم يقم اي من الاطباء باخبارنا عن حالة مصعب ولغاية اليوم لم نتسلم اي تقرير طبي من المشفى يوضح لنا ماذا حدث معه".

وقد تم تحويل مصعب على حساب عائلته إلى مشفى هداسا عين كارم حيث دفعت العائلة مبلغ 50 ألف شيقل. ووفق ما اخبرهم الأطباء في هداسا أن ابنهم يعاني حالة شلل دماغي.

رواية النجاح

وحاول تلفزيون وطن الوصول إلى مشفى النجاح الوطني الجامعي حيث أجرينا اتصالا هاتفيا مع قسم العلاقات العامة لاجراء مقابلة حول الحادثة، لكن المشفى رفضت إجراء المقابلة، مؤكدة انها تكتفي في هذه المرحلة بالبيان الذي صدر عنها مؤخرا، والذي جاء كالتالي:

وبالعودة إلى البيان الوارد عن المشفى فهي تقول إن الإجراءات التي اتبعتها مع سلهب كانت سليمة وصحيحة وأن عملية المنظار التي كانت مقررة له مبررة طبيا، والمريض بحاجة لها.

وأشارت ادارة المستشفى إلى أنه تم أخذ المعلومات الصحية من المريض، وأنه تم شرح الاجراء له من قبل الفريق الطبي، واطلاعه على المخاطر، وبالتالي، تم توقيع المريض على اجراء التنظير حسب الأصول لكنها ختمت بيانها بان هناك معلومات لا يمكن الافصاح عنها وتخص الاهل.

هل كان سلهب متعاطيا!!

ونفت العائلة لـوطن كل المعلومات التي جاء في بيان مشفى النجاح، وفيما يتعلق بالمعلومات التي "لا تريد النجاح الافصاح عنها" يقول عم سلهب لـ وطن "كذابين ادعوا أنه بيشرب مخدرات وابننا لا يدخن خلوق ومتدين، ادعوا أنه عنده صرع، هو كان عمل عملية قبل ستة شهور لاستخراج بلاتين من جسده لو كان لديه اي امراض كان حصل معه ما حصل".

وتقول العائلة إن ادعاء المستشفى بان اجراءات الادخال الخاصة بالمريض مصعب سلهب كانت صحيحة هو امر عارٍ عن الصحة، حيث انه لم يتواجد طبيب تخدير مختصٍ في المشفى، كما نفت العائلة قيام المشفى باخذ المعلومات الكاملة عن المريض مصعب قبل اجراء العملية له مؤكدة انه لم يتم اخذ اي فحوصات للمريض قبل العملية وبعد تدهور حالته الصحية ودخوله في غيبوبة تم اخذ المعلومات من اهل المريض.

وأكدت ان المشفى ابلغتها بانه لا يمكن اخراج المريض او تحريكه او نقله او تحويله الى مشفى آخر حفاظا على وضعه الصحي لتتفاجئ العائلة بعد ذلك باخراج المريض خلسة من وحدة العناية المكثفة، الى قسم الاشعة دون ابلاغ اي طرف من العائلة بذلك.

و اشارت العائلة ان مشفى النجاح اكد لها بانه لا يملك سيارة اسعاف خاصة بالعناية المكثفة لنقل المريض الى مشفى آخر، وبعد الضغوطات التي مورست من جهاتٍ مختلفةٍ ومهتمة بالقضية تم توفير سيارة اسعاف مجهزة بالكامل وهي تابعة لمشفى النجاح، وذلك بعد ان تعهد اخ المريض بتحمل تكاليف نقله وعلاجه.

لجنة تحقيق

من جانبه شكل وزير الصحة جواد عواد، لجنة تحقيق للوقوف على تفاصيل ما جرى مع المريض مصعب عبد الرحمن سلهب.

وأفادت وزارة الصحة في بيان صحفي بأن وزير الصحة أوعز بتشكيل اللجنة الوزارية للكشف عن حيثيات ما جرى مع المريض سلهب، مضيفة أن فريق الرقابة والتفتيش لوزارة الصحة جمع كافة التفاصيل والمعلومات صباح اليوم وقدم تقريراً بذلك للوزير، وبناء عليه شكل عواد لجنة تحقيق لدراسة هذا الملف.

ووعد وزير الصحة بمتابعة الملف بشكل شخصي، مشيرا إلى أن نتائج اللجنة ستكون جاهزة خلال الأيام القليلة القادمة .

وتقول العائلة إن الوزارة تحركت بعد الضجة التي حصلت بخصوص قضية ابنهم موضحة أن القرار جاء متأخرا.

تصميم وتطوير