كانت "بد" قبل قرن

أول معصرة بلا مخلفات في فلسطين

09.10.2018 09:26 AM

رام الله- وطن- وفاء عاروري: على بعد أيام من انطلاق موسم قطاف الزيتون، افتتحت وزارة الزراعة أمس أول معصرة تعصُر بتكنولوجيا العصر الجاف في فلسطين، وهي معصرة تعمل بلا مياه ولا تنتج أية مخلفات "زبار"، وذلك في قرية عارورة شمال غرب مدينة رام الله، بحضور عدد كبير من أهالي القرية والقرى المجاورة، وتحت رعاية محافظ محافظة رام الله والبيرة، ليلى غنام.

المعصرة التي أصبحت اليوم من أحدث المعاصر في فلسطين والدول المجاورة، كانت قبل نحو قرن عبارة عن "بد"، وهي اليوم أحد  الأدوات التراثية الفلسطينية، وتتكون معصرة البد من حجرين كبيرين، كان يحركهما الانسان في البداية، ثم أصبحت تحركهما الدواب.

وقال صاحب معصرة عارورة الالكترونية، بلال أحمد عيسى، وهو حفيد صاحب معصرة "البد"، خلال لقائه مع وطن: نحن توارثنا العمل في قطاع زيت الزيتون أباً عن جد، منذ أكثر من مئة عام، وأضاف: أجدادي كانوا يعملون في المعصرة في الماضي، ووالدي رحمه الله ورث المهنة عنهم، وانا استلمتها منذ أن كنت في التاسعة عشر من عمري.

وحول المعصرة التي افتتحت أمس، قال عيسى: تعاقدنا مع شركة ايطالية، واستوردنا منها الآت متطورة جدا، ستمكننا من عصر الزيتون هذا الموسم بلا مياه، "عصرا جافا"، وهو ما سيرفع من جودة الزيت ويوفر نسبة أعلى منه للمزارع.

من جهته قال رئيس جمعية عارورة الخيرية، شحادة بكر، وهو مزارع يبلغ من العمر 86 عاما، إن زيت عارورة زيت يتميز بارتفاع نسبة سيولته، التي قد تصل 33% من حبة الزيتون في بعض المواسم، فهو من شجر زيتون يسمى "النبالي"، وتصل عمر أشجار الزيتون في القرية الاف السنوات.

وتابع: أشجار الزيتون التي تزرع حديثاً في بعض المناطق لا يوجد فيها نسبة سيولة جيدة، ولا تصلح إلا للمخللات، أما زيتون عارورة فهو زيتون قديم وذو سيولة ممتازة.

من جهته قال وكيل وزارة الزراعة عبد الله اللحلوح خلال لقائه مع وطن، إن معظم المعاصر في فلسطين هي "اوتومتيكية"، ويمر الزيتون خلالها في ثلاثة مراحل، أما الجديد في هذه المعصرة أنها اختصرت عملية العصر لمرحلتين، حيث لن تستخدم المياه مطلقا في عملية العصر، وهو ما سيحل مشكلة مخلفات عصر الزيتون التي تشكل حاليا مشكلة بيئية كبيرة في فلسطين.

بدوره قال نائب محافظ محافظة رام الله والبيرة، حمدان البرغوثي، لـوطن: إن خصوصية الوضع الزراعي في فلسطين، وتركيزه على دعم المزارع الفلسطيني، هو ما يدعوهم كمحافظة للمشاركة في هذا الافتتاح، مشيراً الى ان المزارع هو عصب الاقتصاد الفلسطيني، وأضاف: ونحن نأمل أن تتكلل هذه التجربة بالنجاح لتنتقل إلى مختلف القرى والمحافظات الفلسطينية.

تصميم وتطوير