على عتبة الدار

23.10.2018 09:30 PM

رام الله- وطن- رولا حسنين: على عتبة الدار كانت جدتي وأمها وجدتها وربما مَن هم اقدم منها ايضاً من عائلتي الممتدة، تجلس مترنمة بأغاني التراث الفلسطينية الأصيلة، متنعمة برائحة زيتون القدس العريق، ذو الرائحة التي لا يشبهها شيء سوى أنها رائحة من عبق فلسطيني أصيل.

على عتبة الدار كانت جدتي تجتمع مع جاراتها والقهوة سيدة المائدة، والشاي بالميرمية الجبلية لا غناً عنها.

على عتبة الدار أيضاً كانت بشاعة الاحتلال تتمثل في سرقة الموروث الفلسطيني من بنايات ومعالم اثرية، ومنازل مكسوّة بالحجر.

على عتبة الدار هو أيضاً اسم فيلم فلسطيني يعكس حياة ثلاثة أجيال من الفلسطينيين الذين كان قدرهم العيش في الولايات المتحدة، كقدر اللجوء الذي كابده أجدادهم إبّان النكبة الفلسطينية، فيلم عكس ارتباط الفلسطينيين اللاجئين بأرضهم وإن كانوا قد حرموا منها منذ آلاف السنوات.

يتحدث الفيلم عن عائلة بشارات التي حافظت على ارتباطها العاطفي بمنزلها الذي يدعى"فيلا هارون الرشيد" غرب القدس، تحديداً منطقة الطالبية.

ساهرة درباس مخرجة فيلم "عتبة الدار" تقول لـ وطن إن الفيلم يسلط الضوء على الحق الفلسطيني المسلوب منذ عشرات السنوات، بطلته هي فاليزي ابنة الواحد والعشرين عاماً، والتي قدمت من الولايات المتحدة عبر البجار ووصلت القدس، واستطاعت الدخول الى منزل عائلتها، رغم محاولات المستوطنين الذين يسكنوه منعها.

وتضيف: لا تكمن أهمية المنزل في كونه بيت يقع في غرب القدس، -أي المنطقة التي يعترف العالم بأنها عاصمة لدولة الاحتلال- إنما تكمن في أن الإسرائيليين استولوا عليه عام 1948، أي عام النكبة الفلسطينية التي لا ينفك ارتباطها بارتباط الوجدان الفلسطيني.

ووفقاً للفيلم فإن فاليري تلتقي بسيدة إسرائيلية عمرها 96 عاماً، كانت قد سلبت البيت من الفلسطينيين كما سلبتهم إياه حكومة الانتداب البريطاني قبل احتلال فلسطين، ولحقها "غولدامئير" التي كانت تصفه بالمكان المهم.

واحتاج فيلم على عتبة الدار سنوات من البحث المتواصل للوصول الى حبكة صحيحة، ووصلت الى كالفورنيا ووصلت لأحد أفراد عائلة بشارات والذي يعتبر المعمَر فيهم.

وأشارت درباس: كانت فاليري تقول أنها سافرت عبر البحار، للوصول الى حقها التاريخي بأحقيتها في منزلها.

ووجهت عبر وطن رسالتها أنها "مهما مر الزمان ما زالت الاجيال الباقية تورّث تاريخنا جيلاً بعد جيل".

يشار الى ان فيلم على عتبة الدار ترشح لجائزة مهرجان السينماء الفلسطينية، بين أكثر من 60 فيلماً آخراً.

وتعتبر درباس من مخرجي الأفلام التي تحافظ على التاريخ الشفوي في فلسطين وخاصة القدس المحتلة.

 

تصميم وتطوير