كِتاب الموت الاسود.. مآسي نساء الايزيدية في قبضة داعش

26.08.2015 03:22 PM

وطن - وكالات:  صدر في النصف الثاني من هذا العام 2015 عن مطبعة خاني في مدينة دهوك ضمن اقليم كوردستان العراق كتاب بعنوان (الموت الاسود)، قد يكون هذا الاصدار هو الاول الذي يسرد كثير من حكايات النساء الايزيديات على لسان الناجيات منهن من بعد أن عشن تجربة الأسر والاغتصاب والعبودية بعد سقوط قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى /الموصل في 3 / آب /  2014تحت سلطة دولة الخلافة الاسلامية.

وانت تمضي في قراءة الكتاب تكتشف أن معظم الشخصيات المتورطة في عمليات بيع وشراء الايزيديات في الموصل هم (قرويون) ينتمون الى المناطق المحيطة والتابعة للموصل ابرزها (تلعفر، الشورى القيارة،البعاج،الشرقاط، ربيعة وأن عمليات الاغتصاب الجنسي يشكل فيها الغرباء من جنسيات عربية وغير عربية الاكثرية بالاضافة الى العراقيين .

كما يلعب القرويون العراقيون الدور الأكبر في عمليات بيع وشراء الإيزيديات،اضافة إلى انهم قد استعبدوهم ــ نساء واطفال وشيوخ ـــ في مزارعهم وحقولهم التي استولوا عليها مِن املاك الاقليات الذين فروا من الموصل بعد سقوطها،أو الذين تم تهجيرهم منها،فامتلأت الحقول بالمواشي المسروقة من سنجار وبقية القرى الايزيدية والمسيحية.

في مقابل هذه الصور البربرية التي ارتكبت ومازالت بأسم الدين الاسلامي تسرد بعض النساء الايزيديات الناجيات مواقف عدد من عوائل وابناء مدينة الموصل(الاقحاح)في مساعدتهن على الهرب من الاسر،مغامرين ومخاطرين بحياتهم من اجل مساعدتهن، لان تنظيم الخلافة لا يتسامح ابدا مع اي شخص يقدم اي نوع من المساعدة لمن يحاول مغادرة مدينة الموصل .

هذه الصورة لاتنفي بطبيعة الحال وجود اعداد من ابناء المدينة (الاقحاح) ضمن صفوف التنظيم، وهو أمر لايبدو مستغربا لدى العارفين والمطلعين على الاحداث التي سبقت سقوط المدينة في 10 / 6 / 2014. إذ أن الموصل كانت خارج سيطرة حكومة بغداد منذ العام 2007 ايامَ كان تنظيم القاعدة هو القوة الفعلية المسيطرة على الارض، وبعد أن ظهر تنظيم الخلافة في 2013 اصبح هو الحاكم الفعلي، فالضرائب كان يتم جبايتها شهريا من السكان بكل تنظيم وسلاسة ولا أحد يتجرأ على الرفض وعدم الدفع .

(الموت الاسود) يتناول ايضا تجربة النساء الايزيديات في مدينة الرقة السورية التي تعيش اسوأ ايامها تحت سلطة دولة الخلافة الاسلامية، فمعظم الضحايا يؤكدن على ان ايامهن هناك كانت الاسوأ والابشع ولايمكن للكلمات ان تصفها .

المؤلف اعتمد في كتابه على تسجيل شهادات النساء الايزيديات عبر جلسات مباشرة اجراها مع بعض الناجيات من الاسر، والقسم الآخر تم من خلال مكالمات اجراها بواسطة الهاتف مع نساء اسيرات مازلن محتجزات لدى تنظيم الخلافة قبل ان يقطع التنظيم شبكات الاتصال في 19 تشرين الثاني 2014 مابين العالم الخارجي والمدن التي يحتلها.

من ينتهي من قراءته سيجد نفسه امام صورة مرعبة لماجرى للنساء الايزيديات من انتهاكات، وما جرى لأطفالهن من عمليات غسيل للأدمغة حتى يتحولوا الى مقاتلين في التنظيم، وماتعرض له الرجال الايزيدية من اهانات وتعذيب قبل أن يقتلوا .

المؤلف خضر دوملي اشار في جملة اسفل الغلاف الاول إلى ان هذا الكتاب هو الجزء الاول وهذا ويعني بأن هناك كتب اخرى ستتبعه.

تصميم وتطوير