خاص لـ "وطن": غزة.. بالفيديو.. غزة: مقبرة "الشيخ شعبان" مسكنٌ للأحياء

27.12.2015 12:02 PM

غزة – وطن – محمد شراب: حياة أقرب إلى الموت يعيشها سكان مقبرة "الشيخ شعبان"، في مدينة غزة، ينتظرون الفرج بفارغ الصبر بدل الشعور بالموت جراء حياتهم بين القبور، منهم من كبر وترعرع ووجد نفسه يعيش وسطها ومنهم من لم يجد إلا المقابر لتأويه.

كاميرا وطن تواجدت وسط هذه القبور لرصد معاناة المواطنين، فاستقبلتنا "أم محمد" التي بدى على وجهها ملامح البؤس جراء العيش وسط ثلاثة قبور محاطة ببعض ألواح "الزينكو"، هذا عدا عن المقابر التي تملأ المقبرة، قائلة: أعيش هنا منذ ما يقارب 40 عامًا منذ ولادتي، ومنذ تزوجت أعيش في غرفة واحدة مع زوجي وأولادي السبعة.

أم محمد كغيرها من سكان المقابر تعيش في غرفة من الصفيح وعائلتها بالإضافة للحمار معيل العائلة الذي تستخدمه في  عملها في نقل البضائع.

تقول أم محمد لـوطن: نقضي كافة أيام الأسبوع على الدَّقة والزعتر التي لا تُسمن ولا تغني من جوع، مضيفة "أنا بصبر على حالي بس شو أحكي للأطفال".

وتوضح: لا نأمن النوم في هذا البيت بسبب خروج الثعابين والعقارب في ساعات الليل المتأخرة، ولكن لا يوجد أي بديل ولا أي مأوى آخر. متمنية على أصحاب القلوب الرحيمة النظر إليها ولأولادها بتوفير منزل متواضع.

على مقربة من منزل أم محمد، يسكن جبر كحيل (30 عاما) في بيت لا يقل خرابا عن البيوت المحيطة، فوفق قوله فإنه "يعيش الموت مع كل شروق للشمس كلما نظر لأطفاله الستة، فيتجه لمجمع القمامة القريب من المقبرة للبحث عن بعض قطع البلاستيك لجمعها وبيعها عله يسد جوع أبنائه.

ويتابع: بعد توفير 3 أو 4 شواقل بعد عناء كبير، أذهب لشراء بعض الطعام لسد رمق أبنائي بهذا المبلغ الذي لا يكفي إلا للبقاء على قيد الحياة التي نعيش فيها الموت ألف مرة في اليوم الواحد.

وتقول مريم كحيل، زوجة جبر، التي دفعها صغيرها للحديث معنا أملا منه بأن كاميرتنا ستستطيع أن توفر لهم بعضا من الحياة الكريمة: "نعيش في بيت وسط المجاري والفئران في غرفة واحدة وكل همي أطفالي، أحاول قدر الإمكان إبعادهم عنها وإبقائهم في هذه الغرفة التي تأوينا".

وتشير إلى أنها حتى هذا اليوم ما زالت تقوم بعمل الطعام على "منصب النار"، إذ تقوم بإشعال بعض أوراق الكرتون التي يجمعها زوجها من القمامة لتقوم بتحضير بعض الطعام من ميسور الحال.

وتضيف: عندما يطلب مني أبنائي بعض السكاكر شأنهم شأن بقية الأطفال لا أجد أي إجابة سوى أن أسمح لهم بالذهاب إلى بوابة المقبرة لانتظار الزوار، فمنهم من يعطف عليهم ببعض الشواقل، من ثم يذهبون لشراء ما يتمنون من قطع حلوى لا يتجاوز ثمنها 3 شواقل.

تصميم وتطوير