حينما تطلب اسرائيل من عربي انشاد “هتكفاه” فهي لا تكتفي بالاستيطان في الاراضي بل في القلوب

24.01.2016 04:52 PM

وطن: كتب  روغل ألفر

“طالما أن القلب موجود فان النفس اليهودية متألقة”، هكذا يغني مشجعو بيتار القدس. “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، هكذا يرد مشجعو أبناء سخنين. قرر رافي ريشف استيضاح الامر. وحسب قوله عندما يغني العرب “بالروح بالدم نفديك يا أقصى” فان هذا يخيفه، وهو اليهودي من اليسار.

يتحدث ريشف مع محمد أبو يونس، رئيس فريق أبناء سخنين. والحوار تم في برنامجه في القناة 10 في منتصف الاسبوع الماضي. “استطيع الافتراض انك لم تنشد النشيد الوطني”، كما بدأ الحوار. “سأقول لك الحقيقة”، يعترف أبو يونس، “اذا طلب مني الآن انشاد النشيد فلا أعرف أن أنشده”. لماذا يعرف “أن نكون شعب حر في ارضنا، ارض صهيون والقدس″؟ ما صلته بهذا؟ لو سمح لنفسه أن يكون أكثر صدقا مع مضيفه لقال إنه عندما يغني اليهود “لم يضع أملنا، الأمل الذي عمره ألفي سنة”، فان هذا يخيفه جدا.

جميع مشجعوا بيتار هم من أبناء القومية اليهودية، يغنون النشيد اليهودي. أما مشجعو سخنين فكلهم من أبناء القومية الفلسطينية، ردوا بالنشيد الفلسطيني. لكن العناوين على الشاشة هي “بدون احترام”. العرب لم يحترموا اليهود. ومن المسلم به أن “هتكفاه” هو نشيد لا يمنح الاحترام للعرب. يمكن الافتراض أنه عندما يسمع الفلسطيني “هتكفاه” فهو يتوقع الصفعات الرسمية. والشعارات تقول “مشجعو أبناء سخنين يصرخون بالهتافات القومية اثناء النشيد الوطني”. وما هو هذا النشيد؟ “هتكفاه” هو دعوة قومية لا أكثر ولا أقل من “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”.

لكن ريشف اليهودي الابيض من اليسار لا يفهم هذا. “هل تعرف أصلا كلمات هتكفاه؟” يقوم بالتحقيق مع محمد. من المؤسف أن أبو يونس لم يقل له “لا يا رافي، حاولت تعلمها ولم أنجح، أرجوك علمني، علمني الآن، علمني وسأبدأ بالغناء من كل قلبي”. كم هي مشوهة الحاجة العميقة لليهود لرؤية وسماع العرب ينشدون “هتكفاه”. هم لا يكتفون في الاستيطان في الارض بل يطمحون ايضا الى استيطان القلوب. هذه هي الكولونيالية بأقبح اشكالها. أنشد هتكفاه يا محمد، نحن نريد رؤيتك تنشده. هيا.
“لا، لا” قال أبو يونس وهو محرج. “لا، لا” إنه لا يعرف كلمات “هتكفاه”.

“واللحن؟” يصمم ريشف. أريد التسليم بعدم معرفة الكلمات. يمكن فهم أنها لا تتحدث الى محمد، لكن المعزوفة؟ ما هي جريمة المعزوفة؟ لماذا لا يمكن الدندنة قليلا هكذا وبشكل عام كمبادرة حسن نية؟ دندن لنا يا محمد. أنت لست بحاجة الى قول كلمات “النفس اليهودية”، فقط دندن. ما الذي نطلبه منك؟.

“لا”، قال أبو يونس. “حسنا. اذا كنت تريد كان باستطاعتك أن تتعلم، ولكنك ببساطة لا تريد”، قال ريشف من خلال استخدامه التشخيص العسكري بين “لا استطيع″ و “لا أريد”. لدينا هنا أمر مع محمد. بشكل واضح هو لا يريد. “هذا لا يقول لي أي شيء”، قال محمد بوقاحة. “سأقول لك الحقيقة يا محمد، وايضا لي. نفسي توجد في اشياء اخرى”.
 

تصميم وتطوير