أوباما في كوبا غداً: طي جريمة عمرها 54 عاماً؟

19.03.2016 05:44 PM

وطنيتوج الرئيس الأميركي باراك أوباما، غداً الأحد، أحد أهم إنجازات عهده، من خلال محاولة ترسيخ الانفتاح بين بلاده، والدولة الشيوعية الأقرب، كوبا، بزيارةٍ تاريخية لعاصمتها هافانا، على رأس وفد سياسي واقتصادي ضخم، في مسعى لإنهاء جريمة العزلة التي فرضتها الولايات المتحدة على هذا البلد منذ 54 سنة، كأحد أبرز مظاهر الصراع خلال حقبة الحرب الباردة، وجعلت كوبا في المقابل رمزاً من رموز صمود الدول وشعوبها.

ولزيارة الرئيس الأميركي كوبا اعتباراتٌ عدة، تصب معظمها في خانة الرسائل التي يوجهها إلى الداخل الأميركي، حيث لا تزال الخشية من نقض خلفه الانفتاح التاريخي الذي أسس له. ومن منظور أوباما الذي عبّر عنه مراراً ضمن «عقيدته»، فإن العهد الطويل من عزل كوبا، الذي توافق عليه الحزبان الديموقراطي والجمهوري طوال أكثر من نصف قرن، سبب أضراراً كثيرة، أكثر مما أدى إلى تغير في الدولة الشيوعية.

وينتقد الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون، اليوم، الإدارة الأميركية بأنها لم تحصل على تنازلات كافية من النظام الكوبي، خصوصاً في ما يتعلق بحقوق الإنسان.

وحاول أوباما «تلطيف» رسائل الداخل، بإعلانه العزم خلال برنامج زيارته لقاء معارضين للنظام الكوبي، فيما أفرجت هافانا عن أربعة معارضين للنظام، وسمحت لهم بالسفر الى الولايات المتحدة.

من جهة أخرى، يوجه أوباما، الذي أدار ظهره في الـ20 من تموز الماضي للتوافق الأميركي الذي ظل ثابتاً ضد الدولة الشيوعية، معلناً عودة العلاقات الديبلوماسية بين بلاده وكوبا، ولاحقاً إعادة فتح السفارات، أيضاً رسالة إلى أميركا اللاتينية، التي تشهد متغيرات سياسية دراماتيكية، مع خسارة الأحزاب اليسارية في عدد من دولها.

وفي هذا الإطار، قام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس، باستباق زيارة أوباما، والتقى بشكل مفاجئ الرئيس الكوبي راوول كاسترو في هافانا. ويتصاعد التوتر بين كاراكاس وواشنطن بشكل لافت، إذ تتهم الدولة الأميركية اللاتينية الولايات المتحدة بمحاولة زعزعة حكمها الاشتراكي، من خلال دعم المعارضة اليمينية.

وقبل وصول إوباما إلى هافانا، خففت الولايات المتحدة خلال الأسبوع الحالي، قيود السفر المفروضة على الأميركيين الراغبين بالذهاب إلى كوبا للسياحة، كما سمحت للكوبيين بالعمل المدفوع في الولايات المتحدة وفق تأشيرة عمل مؤقتة.

وكان الرئيس الأميركي قد أعرب يوم الإثنين الماضي عن توقعه بأن «يرفع الكونغرس الأميركي الحظر المفروض على كوبا في فترة ولاية الرئيس المقبل، سواء أكان ديموقراطياً أو جمهورياً».

وبعد حوالي 90 عاماً على آخر زيارة قام بها رئيس أميركي لكوبا (كالفين كوليدج في 1928)، يستعد أوباما لبرنامج حافل خلال الزيارة التي سترافقه فيها زوجته ميشيل وابنتاه، يشمل لقاء قمة مع الرئيس الكوبي راوول كاسترو، ومؤتمراً صحافياً مشتركاً لهما، وإلقائه كلمة ستُبث على الهواء مباشرة، من دون أن يتم الإعلان حتى الآن عن أي لقاء مع الزعيم الكوبي فيديل كاسترو.

وتزخر زيارة أوباما التي تستمر ثلاثة أيام، أيضاً، بالمحطات الرمزية، من بينها زيارة مع أسرته المدينة القديمة، وتكريم «أبي الاستقلال» خوسيه مارتي في ساحة الثورة، ومباراة بيسبول، وزيارة الكنيسة الكاثوليكية التي ساهمت في دعم المحادثات السرية بين البلدين.

وبوفد ضخم يضم أربعة وزراء، و40 سيناتوراً وأعضاء كونغرس، وعشرات رجال الأعمال ووجوهاً مهمة من الجالية الكوبية الأميركية، يأمل البيت الأبيض بإقامة ما يكفي من الروابط برغم الحظر، بحيث تصبح أي عودة الى الوراء صعبة للغاية.
وفي هذا الإطار، شدد مستشار أوباما بن رودس على أننا «نريد ان نجعل عملية التطبيع نهائية».

وحول خطاب أوباما، قال بن رودس إن الرئيس «يعتزم أن يحدد ملامح رؤيته للعلاقات الأميركية - الكوبية» في الكلمة التي «لم تبد الحكومة الكوبية أي اعتراض على بثها مباشرة على هواء الإعلام الرسمي».

وانتهز الرئيس الأميركي أمس الزيارة، للرد على رسالة المواطنة الكوبية إيليانا يارزا (76 عاماً) التي أعربت عن رغبتها في لقائه.
وكتب أوباما في هذه الرسالة «عزيزتي إيلينا، آمل أن تبقى هذه الرسالة التي تصلك في أول دفعة من التبادلات البريدية المباشرة بين الولايات المتحدة وكوبا منذ أكثر من 50 عاماً ذكرى لصفحة جديدة بين بلدينا».

تصميم وتطوير