أمير سعودي يختفي بظروف غامضة من أوروبا

30.03.2016 04:40 PM

وطن:أشار الموظفون الذين يعملون لصالح أمير سعودي، منخرط بدعوى رفيعة المستوى ضد الحكومة السعودية، بأن الأمير أُعيد إلى المملكة العربية السعودية من أوروبا قسرًا.

سبق للأمير السعودي سلطان بن تركي، رفع دعوى قضائية في سويسرا ضد الحكومة السعودية احتجاجًا على حادثة خطفه في عام 2003، وهي الحادثة التي يقول بأنها أسفرت عن معاناته من مشاكل صحية خطيرة ومستمرة، وجرّاء خطورة تلك الدعوى تم وضع الأمير تحت الحماية على مدار الـ24 ساعة.

ولكن في 1 فبراير المنصرم، استقل الأمير والوفد المرافق له طائرة سعودية متجهة من باريس افتراضيًا إلى القاهرة، حيث كان يخطط لزيارة أصدقائه ووالده، الأخ الأكبر للملك السعودي، الذي يعيش هناك، وعلى الرغم من أن مساعده حجز له غرفة في فندق كمبينسكي في حي جاردن سيتي في القاهرة، إلا أن الأمير لم يصل إلى الفندق بتاتًا.

"كان هنالك طائرة سعودية مخطط لها أن تحط في القاهرة، ولكنها لم تصل إلى هناك أبدًا"، قال أحد المقربين من الأمير الذي كان معه في باريس، وتابع: "كانت الطائرة تحمل على ذيلها علم السعودية، لذا من المؤكد بأنها جاءت من المملكة".

وفي تفاصيل أخرى، زعم أحد أصدقاء الأمير سلطان بأن أحد كبار أفراد العائلة الملكية اتصل بسلطان لمرتين أو ثلاث مرات لطمأنته قبل صعوده إلى الطائرة، "اتصل به أحد كبار أمراء العائلة المالكة مرتين أو ثلاث مرات، وتحدث معه بلباقة تامة، حتى أنه أرسل له بعض المال"، قال الصديق المقرب من الأمير سلطان، وتابع: "عندما قرر سلطان أن يسافر من باريس إلى القاهرة، قال له الأمير السعودي: لا تقلق، سوف نقوم بترتيب ذلك لك، وحينها شعر على ما يبدو بالراحة، ولكنه ارتكب خطأ كبيرًا ودفع الثمن".

كما قال صديق آخر كان ينتظر الأمير سلطان في القاهرة: "في آخر مكالمة أجريتها معه كان يضحك، وقال على سبيل المزاح: من المفترض أن أحضر إلى القاهرة هذا الأسبوع على متن طائرة ملكية، إذا لم تجدني فسيكونون قد اقتادوني إلى الرياض، حاول أن تفعل شيئًا حيال ذلك".

الأمير سلطان هو ثالث أمير سعودي يختفي في ظروف غامضة خلال العام الماضي؛ فالأميران المعارضان الآخران، الأمير تركي بن بندر بن محمد بن عبد الرحمن آل سعود والأمير سعود بن سيف النصر بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، المعروفان بمواقفها الحاسمة والصريحة المناهضة للحكومة السعودية، اختفيا أيضًا بظروف غامضة.

 

الأمير تركي بن بندر بن محمد بن عبد الرحمن آل سعود

بالنسبة للأمير تركي بن بندر، فقد كان سابقًا ضابط شرطة سعودي قبل أن يخسر نزاع ميراث هام، مما أدى إلى انشقاقه وهروبه إلى فرنسا، وفي باريس، تقدم بطلب للجوء السياسي، وفي عام 2009 باشر مطالباته بالإصلاح السياسي، وفي مارس 2011 ظهر في وسائل الإعلام الإيرانية، وبدأ بنشر سلسلة محرجة من مقاطع الفيديو على اليوتيوب توعد من خلالها بإصدار كتاب يكشف الستار أمام الجميع عن أسرار العائلة المالكة، وكالأميرين الثانيين، اقتصر الأمير تركي على الدعوة للإصلاح السياسي اللاعنفي، وآخر مقطع فيديو نشره الأمير تركي كان في يوليو 2015، وبعد ذلك ذهب في رحلة عمل إلى المغرب واختفى تمامًا، ولا يُعرف مكان وجوده حاليًا.

"شخص ما أعطى الأمير تركي بن بندر انطباعًا بأن المغرب آمنة، لذا ذهب إلى هناك للقيام ببعض الأعمال، وحينها احتجزته الحكومة المغربية وسلمته للسعوديين"، قال عضو في جماعة معارضة سعودية كان على اتصال مع الأمير تركي قبل فترة وجيزة من اختفائه.

 

الأمير سعود بن سيف النصر بن سعود بن عبد العزيز آل سعود

بالنسبة للأمير سعود بن سيف النصر بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، فقد باشر حملته المعارضة في بداية عام 2014، وفي مارس من ذلك العام قام بفتح حساب تويتر، وسرعان ما فرض نفسه كناقد سعودي كبير، داعيًا لمحاكمة المسؤولين السعوديين لدعمهم الانقلاب في مصر، وزاعمًا أن مليارات الدولارات التي تقدمها السعودية كمساعدات لمصر تم اختلاسها خلال السنوات الأخيرة من عهد الملك السعودي السابق الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، كما دعا علنًا إلى الإطاحة بولي العهد الحالي ونائبه، وفي 5 سبتمبر 2015، عندما نشر أمير مجهول سعودي رسالة تدعو للإطاحة بالملك ذاته، كان الأمير سعود الوحيد من أعضاء الأسرة المالكة الذي صادق على الرسالة علنًا.



ولكن بعد بضعة أيام، وفي 9 سبتمبر بالتحديد، توقف حساب الأمير سعود على تويتر فجأة، واختفى بعدها تمامًا، مما أثار تكهنات في وسائل الاعلام الاجتماعية حول اختطافه، علمًا بأنه ووفقًا لمصادر سعودية، عاد الأمير سعود حاليًا إلى المملكة العربية السعودية.

"كان يوجد مجموعة أعمال روسية- إيطالية تتواصل مع الأمير سعود، حيث أرسلوا له طائرة خاصة لنقله إلى لقاء كان يعتقد بأنه في إيطاليا"، علّق أحد أصدقاء الأمير السعودي المختطف، وتابع: "ولكن انتهى به المطاف داخل البلاد".

تعاني المملكة العربية السعودية منذ فترة طويلة من مشاكل في إدارة أعضاء العائلة المالكة الساخطين؛ ففي عام 1975 اغتيل الملك فيصل على يد أمير ساخط، ولكن حتى الآن لا يوجد أي دلائل على اتباع المملكة لحملة منسقة تستهدف المنشقين والمعارضين.

يجدر بالذكر أخيرًا بأن محاولات الاتصال بالأمراء الثلاثة المختفين بشكل مباشر، أو أعضاء الوفد المرافق لهم، لم تلق أي نجاح، كما أن السلطات الحكومية المغربية والسعودية لم تقم بالرد على طلبات التعليق على ما جاء في المقال.

تصميم وتطوير