خالد مشعل: لن اترشح مستقبلا لقيادة حماس

13.06.2016 05:27 PM

وطنبدون أن يعرف البديل القادم الذي سيقود حركة حماس خلال السنوات الأربعة القادمة، أبلغ خالد مشعل زعيم الحركة المقيم في قطر مقربيه، بأنه لن يترشح من جديد لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، خلال الانتخابات الداخلية القادمة للحركة، المقرر أن تعقد قبل نهاية العام الجاري.

وعلى خلاف المرة السابقة التي أجريت فيها الانتخابات الداخلية لحركة حماس في العام 2002، فإن قرار مشعل، حسب ما علمت “رأي اليوم”، سيكون نهائي، ولن يتم التراجع عنه هذه المرة، كما حدث في المرة السابقة، خاصة وأن الرجل يكون بذلك قد أمضى أكثر من خمس فترات على رأس قيادة حماس، في وقت يتردد فيه أن نظام حماس الداخلي يعطي التمديد لرئيس المكتب السياسي لولايتين متتاليتين.

وقد مدد لمشعل، في الانتخابات الأخيرة التي عقدت بشكل سري في أحد مقار المخابرات المصرية فترة تولي الرئيس السابق محمد مرسي مقاليد الحكم، حيث كانت العلاقات بين حماس ومصر في أفضل حالاتها، وكانت وقتها أبواب القاهرة مفتوحة على مصراعيها لقيادة حماس.

وتفيد الأنباء أن مشعل الذي كان ضمن المكتب السياسي لحماس منذ تأسيسه أكد لمقربيه في قطر وفي غزة أنه لن يبقى رئيسا للمكتب السياسي في الانتخابات القادمة، وأنه سيعلن ذلك بشكل واضح قبل بدء عملية التحضير للانتخابات الداخلية لحركة حماس في كافة المناطق الفلسطينية والخارج.

وكان مشعل أعلن قبل الانتخابات الأخيرة أنه لن يترشح لقيادة حماس، غير أنه عدل في اللحظات الأخيرة عن قراره، وسط انتقادات غير معلنة من قبل الكثير قادة الحركة الذين اعتبروا وقتها الأمر مخالف للوائح الداخلية.

ولم يفضح مشعل الذي تحدث لمقربيه من قادة حماس الذين ساندوه في الانتخابات الأخيرة عن إنه كان سيدعم مرشح بعينه من قيادات الحركة لتولي هذا المنصب أم لا، وكذلك لم يبلغهم عن وجهته في المرحلة التي ستتلو عقد الانتخابات.
وبما يؤكد ذلك، اكد محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس أن انتخابات المكتب السياسي لحركة حماس ستجري نهاية هذا العام، وأن مشعل لن يترشح لرئاسة الحركة.

وقال الرجل في تصريحات صحافية أنه سمع خلال زيارته الاخيرة لقطر قبل أكثر من شهر، أن مشعل المقيم هناك لن يترشح لرئاسة المكتب السياسي فترة جديدة.

وحول امكانية أن تشهد عودة زمام القرار لقيادة حماس الى قطاع غزة، أكد الزهار أنهم في حماس ضد عودة القرار الى غزة والضفة والخارج، مبينا أنهم مع القرار الجماعي.

ومرت حركة حماس بتحولات كثيرة خلال قيادة مشعل منها الخروج من الأردن والذهاب إلى سوريا قبل الخروج منها، والفوز في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية، وبدء علاقات قوية مع مصر قبل حدوث الانتكاسة، إلى جانب سيطرة حماس على غزة، كما شهدت فترة ولايته فتح الكثير من العواصم العربية والأجنبية أبوابها أمام قيادة حركة حماس.

ومع إعلان مشعل بعد الترشح من جديد والذي يعلمه كل قادة حماس الكبار، فإن الأمر فتح باب منافسة قوي على هذا المنصب، الذي يتطلع له أكثر من شخصيه داخل حماس، ومن أبرزهم نائبه وزعيم الحركة في غزة إسماعيل هنية، وكذلك الدكتور محمود الزهار، أحد أقدم قادة الحركة، إضافة إلى الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب مشعل، والذي كان يشغل المنصب قبل توليه من قبل مشعل في العام 1996.

ومن الممكن أن تظهر أسماء أخرى تنافس على هذا المنصب في اللحظات الأخيرة من قيادة حماس في الداخل والخارج، في ظل استمرار الأصوات التي تنادي بضرورة استمرار بقاء المنصب في يد شخصية قيادية كبيرة تتواجد خارج المناطق الفلسطينية، كما جرت العادة منذ تأسيس المكتب السياسي، لضمان حرية تنقلها، خاصة وأن تواجدها في غزة يفرض عليها الكثير من المعيقات بسبب إجراءات السفر الضرورية.

وإذا ما غلبت هذه الأصوات سيكون الدكتور أبو مرزوق أبرز المرشحين، خاصة وأن الحركة تتطلع في هذا الوقت لإعادة ترميم علاقاتها المتردية مع مصر، إذ يعتبر الرجل من أبرز قادة حماس الذين حافظوا على علاقة جدية مع مصر رغم حالة التوتر.
ولا يعتمد اختيار رئيس المكتب السياسي لحماس على ترشيح أي شخص نفسه لهذا المنصب، بل يجري ترشحه من قبل مجلس الشورى الذي يعقد جلسة انتخابات بعيدا عن الإعلام.

ولم يعرف مكان عقدها حتى اللحظة، وهناك ترجيح أن تكون قطر هي مكان استضافة الانتخابات التي ستحدد اعضاء المكتب السياسي، خاصة وأن الظروف الحالية لا تسمح بعقدها كما المرة السابقة في مصر.

رأي اليوم

 

تصميم وتطوير