في الثامن من آذار فليكن شعارنا "العمل أكثر"

07.03.2017 09:57 AM

كتبت: روان فرحات

أود الاعتذار لنفسي عن كل لحظة لم أكن فيها المرأة التي أنا الآن، ولكل امرأة تنتظر الثامن من آذار من اجل عطلة رسمية لا من اجل المطالبة بحقوقها...

استفزني فرح صديقاتي العاملات وهن يستقبلن نبأ تأكيد العطلة ليوم غد الاربعاء، الثامن من آذار، وبعد ان دار حديث طويل بيننا لن اذكره الآن، لكني أتساءل:

في الثامن من آذار لماذا لا تخرج المؤسسات والقيادات النسوية وكل النساء ويرفضن العطلة ويطالبن الدولة ومؤسساتها وحكومتها بوقف التمييز المجتمعي ضدهن والتمييز في القوانين والتشريعات وفرص التعليم والعمل؟

العطل الرسمية بمناسبة ما تكون من أجل الاحتفال بإنجاز تم تحقيقه، فماذا حققت المرأة الفلسطينية من مكتسبات تحسب لها في تحصيل حقوقها ورفض التمييز ضدها؟

ليس انتقادا أو مزايدة، لكن دفن الرأس في الرمال لا يغير من واقع نعايشه؛ ما زلنا كنساء نعاني من التمييز ضدنا في القوانين والتشريعات وابسطها أنه لا يحق لي كامرأة استصدار وثيقة سفر لأبنائي ولا فتح حسابات بنكية لهم، ما زالت الفتاة ضحية جريمة الاغتصاب تتزوج من المعتدي عليها كي تسقط العقوبة عنه، ويستر عليها لأنه لن يتقدم أحد اخر للزواج منها ... ما زلنا نقول يحق له فهو رجل وممنوع عليها لأنها امرأة، ما زلنا نربي ابنائنا وبناتنا على التمييز في الحقوق والواجبات.

لماذا العطلة اذن؟ ومن اجل ماذا؟ هل هكذا تكرم الأمم نسائها؟ تصمت حكوماتهم عن الظلم والقهر والتمييز والقتل والعنف ضد المرأة وتنتظر يوما لتعلنه عطلة رسمية تكريما لها؟ هل هذا ما نريده من دولتنا في الثامن من آذار ومن أنفسنا كنساء؟

أنا في الثامن من آذار سأعمل أكثر، سأصحو السابعة صباحا استقبل الفرح والنهار مع عائلتي، اتصفح بريدي الالكتروني، البس أجمل فساتيني واتوجه للعمل سأنجز كل مهامي لهذا اليوم.

سأتذكر كل النساء اللواتي اعرفهن واعرف معاناتهن والظلم الذي يعايشنه يوميا ومنهن من لا تقر بذلك وتنتصر للحزب الاخر الذي يعزز الثقافة الذكورية وكل ما يمكن ان يميز ضد المرأة... في الثامن من آذار سوف اتحدث عن النساء المختلفات والمتميزات واللواتي قلن بأعلى اصواتهن نحن هنا غير ناقصات ولا ضعيفات... وسأتحدث عن الرجال الرائعين الذين يؤمنون بالمرأة ودورها وشراكتها في البيت والعمل والمجتمع.

ببساطة البناء شاق والهدم هين، في الثامن من آذار فليكن شعارنا "العمل أكثر" فلنعمل من أجل دعم النساء وتمكينهن فالتغيير لا يتأتي بالعطل والشعارات.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير