نادية حرحش تكتب لـوطن: ما وراء الحاجز: ملحمة الذهاب والاياب من والى رام الله

05.05.2017 08:37 AM

القدس- وطن: بعد سب الاحتلال ولعنه وكيل كل ويلات الدنيا عليه فيما بين انتظار قصري على طريق لا تتعدى المسافة الواصلة بين الهدفين بضع كيلو مترات لتواجهنا حقيقة امر وأشد قسوة من ثقل الاحتلال.

فتمتد الطريق المؤدية الى رام الله بداية بما يبدو كالاستقبال الاحتفائي من يافطات تغزو الشارع كغزو الفاتح بلون برتقالي ممتد بكل الاحجام وعلى بعد ما ما يطاله النظر، وإذ به خطاط لا افتتاح لشارع ولا إشارات مرور.

للحظات طويلة يوافقك ذاك الخطاط وتشعر بانه في نهاية الطريق ستراه جالسا في باحة منزله والارجيلة بجانبه منتظرا إياك لاستقبال ما. ولكنه يهرب في سراب المخيلة عند اول سيارة تفاجئك بالسير بعكس الشارع المكتظ أصلا بالمارة كاكتظاظه بالسيارات.

وما ينتهي بك هذا الاتجاه المعاكس للسير غير المبرر المليء بالمخاطر من كافة الاتجاهات، حتى تجد نفسكا في سباق لرالي سيارات بالكاد تصلح للسير على الشوارع احيانا واُخرى التي يبدوا سائقها وكأنها خارج من فوهة حرمان والشارع هو جنة نعيمه المرتقبة. تتلو الشهادة مرات ومرات. وتخرج بكل ما طاب من نفسك من إيحاءات إيمانية بكل الديانات التي تعرفهاًوالتي لا تعرفها لربما يخرج الرب من احداها ويخلصك او يخلص أولئك المرتمين نحو الخلود الابدي ..

فلا تزال تصدعات الشارع من مطبات وحفريات تاخذك في سبب وجدها، اهو علة في الشارع او تصليح او عمل يسري بالطريق ام هي جموع النفايات التي لا تعرف هي قاطع او زاوية طريق، فتستمر في تلاوة صلواتك، أهي لحظة إيمان وخشوع ابتليت فيها فلا أشكال في قنص هكذا لحظات مليئة. بالخشوع والتسليم لقضاء الله وقدره. وتوقظم الإشارة الحمراء بمدخل رام الله بعلامات للحياة، تذكرك بأنك نجوت من البلاء الفائت.. فلا تزال على قيد الحياة ولم يتم ابتلاؤك بدم صغير او كبير ماشي في شارع الحساب .... وتمضي الساعات وتنسى.

وتعود عودة الأبطال لساحة المعركة لتعيش تجربة يأجوج ومأجوج . أطفال كانوا أطفال شوارع وصاروا فتية ورجال شوارع ...يلتصقون بك من كل مكان لا تعرف منى ظهروا وكيف تتخلص منهم . ومع كل مشهد معاناة لجريمة إنسانية متكررة توقفك مرة اخرى لنتساءل قبل ان تدخل في خناق الأزمة القادمة وقبل إيقاف تفتيش الذل المنتظر ، من الجاني ومن المجني عليه . من الظالم ومن المظلوم في السلسلة المتكررة اللا منتهية من ملحمة البؤساء الفلسطينية...

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير