"هآرتس": الدفاعات السورية استغلت نقطة ضعف الطاقم الإسرائيلي وضربته

12.02.2018 09:44 AM

القدس- وطن: تكتب صحيفة "هآرتس" انه يستدل من التحقيق الأولي الذي أجراه سلاح الجو الإسرائيلي حول الحادث الاستثنائي الذي أصاب خلاله صاروخ سوري مضاد للطائرات، طائرة إسرائيلية من طراز F-16i (صوفا) وأسقطها، فجر السبت المنصرم، أن السوريين استغلوا نقطة ضعف في طريقة عمل طاقم الطائرة الإسرائيلي.

وكانت هذه الطائرة هي احدى ثماني طائرات من هذا الطراز، شاركت في مهاجمة مركبة القيادة الإيرانية في قاعدة T-4 بالقرب من مدينة تدمر، في العمق السوري. وقد أدار رجال فيلق القدس من داخل هذه المركبة عملية إطلاق الطائرة غير المأهولة التي تسللت إلى إسرائيل وتم إسقاطها في منطقة بيسان. وقالوا في الجيش أن إسرائيل تعقبت الطائرة الإيرانية طوال تحليقها منذ إقلاعها من تدمر، مرورا بشمال الأردن وحتى اجتياز الحدود الإسرائيلية.

ومن أجل إطلاق الصواريخ على المركبة الإيرانية، من مسافة بعيدة جدا، حلقت بعض الطائرات على ارتفاع كبير. ووفقا للتحقيق الأولي، فقد بقيت طائرة واحدة على الأقل على ارتفاع شاهق، على ما يبدو لأن الطاقم أراد التحقق من أن الصواريخ أصابت المركبة بالفعل، الأمر الذي عرضها للإصابة. ففي هذه المرحلة، أطلقت الدفاعات الجوية السورية أكثر من 20 صاروخا على الطائرات الإسرائيلية، وهو عدد مرتفع وغير عادي. وكانت الصواريخ على الأقل من نوعين: طويل المدى SA-5 وقصير المدى SA-17. وقد شوهد وابل الصواريخ بوضوح من قبل المدنيين الإسرائيليين في الشمال وحتى في وسط البلاد.

ووفقًا للتحقيقات، فقد تمكن طاقم الطائرة الرائدة من تحديد إطلاق الصواريخ تجاه الطائرات الإسرائيلية، فهبط إلى ارتفاع منخفض وتهرب من الصواريخ، بينما لم يفعل ذلك الطاقم الثاني، ما عرض طائرته للإصابة، ولكنه قبل إصابة الطائرة تمكن من مغادرتها والهبوط بالمظلات. وأصيب الطيار بجراح متوسطة فيما أصيب الملاح المرافق بجراح طفيفة. ويسود التقدير في سلاح الجو أن التحذير من الصواريخ المضادة وصل أيضا، إلى الطائرة التي غادرها الطاقم، ولكن لأسباب لم يتم توضيحها بشكل تام بعد، لم يتمكن الطاقم من القيام بمناورة التهرب الكاملة. وربما يكون الطاقم قد ركز على مهمة القصف ولذلك تصرف بشكل عرضه للإصابة.

وفى إفادة نشرتها شركة الأخبار، أمس، قال الملاح والطيار أن الانفجار وقع بالقرب من الطائرة. وقالا إن الصاروخ انفجر على مسافة معينة من الطائرة ولكنه تسبب بضرر كبير لها. وبعد سماعهما للانفجار وإدراكهما بأنهما أصيبا قررا مغادرة الطائرة خلال وقت قصير. وقالا "إن قرار المغادرة تم في غضون ثوان، ونسقنا بيننا مسـالة المغادرة". وكان الطيار، الذي أصيب بجراح خطيرة واعيا بعد الإصابة. ووفقا للتقرير فقد قال: "أنت معلق على المظلة على ارتفاع 14 ألف قدم، ولديك بضع دقائق طويلة حتى تصل إلى الأرض، ومن ثم يبدأ إجراء التبليغ عبر جهاز الاتصال".

ومن المتوقع أن يتناول التحقيق عددا من الجوانب المتعلقة بالعملية بما في ذلك تشغيل "مغلف" الحرب الإلكترونية حول الطائرات، بهدف تعطيل تحديدها ومحاولات إسقاطها، والقيام بالتدريبات الضرورية ومسألة ما إذا لم تكن أجواء الثقة المفرطة قد تغلغلت في أسراب الطيران، على خلفية حقيقة قيامها بعشرات الهجمات في السنوات الأخيرة (كما شهد القائد السابق للقوات الجوية، اللواء أمير إيشيل، في مقابلة مع صحيفة هآرتس في آب الماضي) دون أن تتعرض الطائرات للإصابة.

ويسود في سلاح الجو تقليد مهني طويل بإجراء التحقيقات المتعمقة، لذلك من المعقول الافتراض أنه سيتم التحقيق في أسباب الحادث حتى النهاية. غير أن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي قالوا لصحيفة "هآرتس" إن النشاط الجوي المكثف في نهاية الأسبوع يعتبر نجاحا وأن الجيش يدرك المخاطر التي ينطوي عليها هذا النشاط، كما أنه قد يتورط أحيانا في إلحاق أضرار بالطائرات.

تصميم وتطوير