المغرب سباقة دائماً

26.03.2018 07:40 PM

رام الله -وطن- رنا خليل: أكدت مصادر في وزارة الخارجية المغربية عن زيارة وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة، وهي الزيارة الأولى لمسؤول مغربي رفيع المستوى إلى مدينة القدس، تدخل في اطار الممارسة المكرسة بين رئيسي الدولتين.

من الجدير بالذكر أن المغرب كان سباقاً في الاهتمام بقضية فلسطين والشعب الفلسطيني، فكان سباقاً في الدعوة لانعقاد اجتماع اسلامي طارئ على اثر محاولة احراق المسجد الاقصى في عام 1969 الذي تمخض عنه لاحقاً تأسيس منظمة المؤتمر الاسلامي (التعاون الاسلامي حالياً).

وقد احدثت "لجنة القدس" بقرار من هذه المنظمة، كآلية مؤسساتية لمتابعة تنفيذ القرارات الخاصة بالقدس، واسندت رئاستها لملك المغرب في 1979، وتعززت بمبادرة انشاء "وكالة بيت مال القدس الشريف" في 1995، لتعبئة الموارد المالية للمساهمة في حماية الحقوق العربية والاسلامية في المدينة المقدسة وتعزيز صمود اهلها من خلال دعم وتمويل برامج ومشاريع في قطاعات الصحة والتعليم والاسكان والحفاظ على التراث الديني والحضاري للقدس الشريف.

وفي ذات السياق، ترأس الملك محمد السادس عام 2000 اشغال الدورة الثامنة عشر للجنة القدس، بحضور الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، واقدم الملك على طرح مبادرات متعددة بشأن القضية الفلسطينية من بينها الدعوة إلى تشكيل "تحالف عالمي يضم كافة القوى المؤمنة و الضمائر المؤمنة بقيم التسامح والتعايش لإنقاذ مدينة السلام مهد الاديان السماوية"، كما جاء في الرسالة السامية الموجهة لملتقى القدس الدولي المنعقد بالرباط في اكتوبر 2009.

وكان الملك محمد السادس، بصفته رئيساً للجنة القدس في رسالة إلى الرئيس الامريكي دونالد ترامب، بشأن نقل السفارة الامريكية إلى القدس، من تأجيج مشاعر الاحباط التي تغذي التطرف والارهاب والمساس بالاستقرار الهش في المنطقة، واضعاف الامل في مفاوضات جدية لتحقيق رؤية المجتمع الدولي حول حل الدولتين، مشدداُ على ضرورة المحافظة على المركز القانوني للقدس والاحجام عن المساس بوضعها السياسي القائم.

هذه الجهود الملموسة فيها توجه ذات بعد انساني وتضامني واضح لتكامل وتناسق المبادرات الداعمة للقدس على المستويين العربي والاسلامي، وفيها انفتاح على الاطراف الدولية المؤثرة في النسق الدولي.

تصميم وتطوير