دراسة إسرائيلية تعتبر الكتلة الإسلامية "خطرًا" في جامعات الضفة

15.01.2014 12:55 PM

رام الله - وطنكشفت مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان أن جهاز "الشاباك" قدّم مؤخرا للقضاء العسكري الإسرائيلي دراسة أمنية تظهر مدى خطورة الكتلة الإسلامية (الذراع الطلابي لحركة حماس) في الجامعات الفلسطينية.

وأشارت المؤسسة إلى أن الدراسة التي جاءت تحت عنوان (الكتلة الإسلامية.. دراسة وتقديرات الخطورة) أعدتها مختصة إسرائيلية تدعى علمه، تحمل شهادة بكالوريوس في دراسات الشرق الأوسط ودراسات اللغة العربية من الجامعة العبرية في القدس وصاحبة خبرة لمدة (13 عاما) في جهاز الأمن العام الإسرائيلي- قسم إحباط الأعمال "الإرهابية".

وذكرت المؤسسة أن المختصة الإسرائيلية التي أشرفت على الدراسة شغلت مناصب عديدة من بينها "المسؤولة عن إحباط العمليات الفلسطينية في منطقة الخليل بين عامي 2007- 2013، ومسؤولة أيضا عن نشاطات حماس الطلابية في الجامعات والمعاهد الفلسطينية بين عامي 2010- 2012".

حظر الكتلة

وجاء في الدراسة أن تجارب الماضي أظهرت أن المناصب الهامة في الكتلة الإسلامية تعتبر جسرا للوصول إلى المناصب العليا في تنظيم حماس بعد الانتهاء من التعليم الجامعي، كما تشكل الكتلة موقعا هاما لتجنيد النشطاء العسكريين التابعين لحماس.

وبيّنت الدراسة أن الكتلة الإسلامية تعتبر مركزا لقوة حماس منذ انطلاقتها أواخر العام 1987، حيث تدلل الوثائق المتعلقة بسياسة الحركة بخصوص النشاطات الإسلامية في الجامعات على أنها تشكل إحدى المواقع الهامة التي مكنت من إقامة حماس ونموها السريع، لذا تم الإعلان عن الكتلة كاتحاد محظور في العام 2000.

نشاطات الكتلة

وذكرت الدراسة أن الكتلة الإسلامية في الجامعات تشارك في الانتخابات الطلابية بهدف السيطرة على مجلس الطلبة الأمر الذي يضمن لها السيطرة على مواقع مفصلية والقدرة على التأثير على جمهور الطلبة.

وعن طريقة عملها، أظهرت الدراسة أن الكتلة الإسلامية تقدم الدعم بإشكاله المختلفة لجمهور الطلبة من خلال المساعدات المالية للمحتاجين والمساعدة في الدراسة والمساعدة في السكن وما شابه، إضافة لتنفيذ نشاطات اجتماعية وإعلامية أخرى كالمؤتمرات والمحاضرات.

ولدى الكتلة الإسلامية لجان عدة تعمل داخل كل جامعة تكون مسؤولة عن مجمل الأنشطة، ومن بين هذه اللجان: اللجنة الاجتماعية، اللجنة الثقافية، اللجنة التربوية، اللجنة الإعلامية، اللجنة المالية.

وجاء في الدراسة: بخلاف الماضي، يلاحظ اليوم أن نشطاء الكتلة لا يخشون من القيام بنشاطاتهم المكشوفة حتى لو كانت تلك النشاطات مرتبطة بحماس بشكل مباشر، وهذا المنحى كان واضحاً خلال المظاهرات التي قادها نشطاء الكتلة في أرجاء الضفة خلال عملية عمود السحاب عام 2012، وفي إطار نشاطات الكتلة خلال فترات الانتخابات فالدعاية تكون مكشوفة وتحظى بالمساندة وبصورة علنية من كبار نشطاء حماس وأعضاء المجلس التشريعي عن حماس دون أي خوف أو وجل.

الكتلة والعمل العسكري

كما أظهرت الدراسة أن الكتلة الإسلامية عملت كمركز مهم لتجنيد نشطاء الجناح العسكري التابع لحماس، ففي السنوات الأخيرة وخاصة خلال انتفاضة الأقصى تم تجنيد الكثير من نشطاء الكتلة للجناح العسكري وعمل بعضهم كقادة كبار لهذا الجناح وبرز دور هؤلاء في التخطيط وتنفيذ العمليات.

واستشهدت معدة الدراسة بعمليات فدائية عديدة خرجت من مدينة الخليل خلال عامي 2002 و2003 كعملية اقتحام مستوطنة "ادورا" التي أوقعت (4 قتلى)، والعملية التفجيرية في الباص في مدينة حيفا التي أوقعت (7 قتلى)، وعملية القدس التي أدت لمقتل (6 إسرائيليين)، وجميع من نفذوا هذه العمليات هم نشطاء في الكتلة الإسلامية كالشهيد طارق دوفش منفذ عملية "ادورا" الذي كان أميرا للكتلة الإسلامية في جامعة "بوليتكنك الخليل".

الكتلة وقادة حماس العسكريين والسياسيين

وأشارت الدراسة إلى بعض قادة حماس السياسيين والعسكريين اليوم كانوا في السابق نشطاء في الكتلة الإسلامية كالشيخ صالح العاروري المبعد اليوم إلى تركيا الذي يشغل موقعا هاما في مكتب حماس السياسي، وبدأ العاروري طريقه في الحركة كناشط في الكتلة في جامعة الخليل خلال تسعينات القرن الماضي، وعمل كمسئول للكتلة في الجامعة، ومع مرور الوقت أقام الجناح العسكري التابع لحماس في منطقة الضفة الغربية وارتكز في بداياته على نشطاء كبار في الكتلة في جامعة الخليل .

نشأت الكرمي: أصله من طولكرم، وهو من قادة الجناح العسكري لحماس في الخليل، نفذ عملية إطلاق النار في آب 2010 قتل فيها 4 إسرائيليين، وكان الكرمي قياديا في الكتلة الإسلامية في جامعة بوليتكنك الخليل في نهايات التسعينيات، وفي العام 2003 اعتقل بتهمة عضويته في خلية عسكرية تابعة لحماس في الخليل، وأطلق سراحه عام 2009 وبعد وقت قصير عاد لنشاطاته في الجناح العسكري واغتيل في شهر تشرين الثاني عام 2010.

صالح تلاحمة: احد قادة حماس العسكريين في منطقة الخليل، واصله من بيت لحم وعمل كأمير للكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت في نهاية سنوات التسعين، وبعد أن أنهى دراسته بدأ بالعمل في إطار قيادة حماس العسكرية وكان على رأس خلية صوريف التي خطفت وقتلت الجندي شارون ادري، وقامت بعملية مقهى "ابروبو" التي قتل فيها 3 إسرائيليين، كما عمل إلى جانب إبراهيم حامد مسؤول حماس العسكري في رام الله، واغتيل تلاحمة في العام 2003.

وخلصت الدراسة إلى أن هناك أهمية كبيرة لضرب وتعميق مكافحة الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة من أجل المس بقدرة حماس على ترتيب صفوفها وزيادة قوتها كونها تعتبر جناح تجنيد هام لحماس ورافعة مركزية لبناء قوة الحركة في الضفة، ويعتبر نشطاء الكتلة الأكثر جاهزية لتحمل المخاطر، وأكثر جرأة في نشاطاتهم، على ضوء كونهم في الجيل المناسب وعديمي المسؤولية من الناحية العائلية والاقتصادية.

ويُستدل من خلال تجارب الماضي أن نشطاء الكتلة الذين بدؤوا طريقهم التنظيمية في أروقة الجامعة، اندمجوا بسرعة في نشاطات حماس في المنطقة، وفي جزء من الحالات اندمجوا بالنشاطات العسكرية، سواء كانوا في الحلقة المنفذة أو الموجهة، وكانوا ضالعين في تنفيذ عمليات قاسية على مدار السنين، وفق الدراسة الإسرائيلية.

تصميم وتطوير