جسر الموت .. خيط ترابي معلق يربط قرية وادي الريم بالعالم

24.03.2018 10:59 AM

وطن- وفاء عاروري: على أطلال قرية وادي الريم التي كانت مرتعا للغزلان، يجلس المسن زايد جردات الذي جاوز الثمانين عاما من عمره، يتأمل أرضا ترعرع وكبر في حقولها، كان كلما لفحه نسيمها ينتعش قلبه أما اليوم فلا يهب فيها، إلا غبار الكسارات والمحاجر.

المسن زايد جرادات، قال خلال لقائه مع وطن، إن الحياة قديما في وادي الريم كانت في أحسن أحوالها، فقد كان أهاليها فلاحين، يعملون في رعي الأغنام ويعتاشون منها.

ويضيف جردات: أما اليوم فمعظم الأهالي باعوا أغنامهم، وأصبحوا يتشغلون في مهن أخرى.

صمتت "الشبابة" في وادي الريم

وعلى الطرف الاخر من قرية وادي الريم شرق مدينة الخليل، يلتم الصغار والكبار على الحان الشبابة، فبعد أن باع الراعي مصباح جردات أغنامه نتيجة قلة المراعي، لم يعد صوت الشبابة يسمع هناك إلا في المناسبات والأفراح.

جردات قال لـ وطن: لم يتبق مراعي في وادي الريم، العشب كله مليء بالغبار والأوساخ بسبب المحاجر، وهذا السبب الرئيس الذي دفع الفلاحين إلى بيع مواشيهم والبحث عن أعمال أخرى.

وأوضح مصباح لـ وطن أنه يعمل حاليا في تقطيع السيارات وبيعها، وهي مهنة توجه لها العشرات في القرية بعد أن باعوا المواشي.

جسر محفوف بالموت

تلوث البيئة بغبار المحاجر، والقضاء على الثروة الحيوانية ليست المعضلة الكبرى في وادي الريم، فالوصول الى القرية يتطلب المرور عن جسر ترابي محفوف بالموت من كافة جوانبه، صرخات كثيرة يطلقها الأهالي منذ سنوات، لم تصل مسامع المسؤولين بعد.

المواطن سعد صبري، قال لـ وطن حول هذه المشكلة، "مش عارفين لا نروح ولا نيجي، الجسر الواحد بمرق منه بتكون ايده على قلبه".

وقال المواطن أحمد عيد: لما نروح عالبلد بنسكر الشبابيك، لأنه الغبرة بتدخل وبتعجب علينا".

خدمات شحيحة والأهالي يناشدون

ورغم شح الخدمات في القرية، وعلى رأسها عدم وجود شبكة مياه، يتشبث أهالي وادي الريم البالغ عددهم 800 نسمة، بأرضهم، التي لا تبعد سوى بضعة كلمترات عن البحر الميت، ويناشدون الجهات المختصة بدعم صمودهم بكل الطرق الممكنة.

وقال رئيس مجلس قروي وادي الريم سابقا، محمد جردات، إن القرية في حاجة ماسة للخدمات، وأهمها المياه، وتعبيد الطرق.

وأوضح جردات أنه كان لديهم مجلس قروي قبل سنوات في وادي الريم، وحققوا خلاله العديد من الانجازات للقرية، أهمها شبكة الكهرباء، ولكن وزارة الحكم المحلي أصدرت قرارا بضم المجلس إلى بلدة سعير، قبل أن يحصلوا على شبكة مياه.

الجهات المختصة تماطل

وقال جردات: ومنذ ذلك الحين ونحن نعاني من مشكلات كثيرة، فنحن لا نتلقى أية خدمات من مجلس بلدي سعير، وقد توجهنا لهم عدة مرات من أجل الاهتمام بوضع القرية، ولكن دائما ردودهم دائما فيها ممطالة كبيرة.

وإلى أن تستجيب الجهات المختصة سيبقى اهالي هذه القرية الجميلة صامدين أمام كل التحديات.


 

تصميم وتطوير