العرب يحثون حكوماتهم على حماية الأقليات الدينية

الدوحة/ قطر– انتقد أسقف كانتربري السابق اللورد جورج كاري التشريعات الدينية في السعودية، ووصفها بأنها "غير عادلة" وتحرم غير المسلمين من القيام بشعائرهم.
وفي معرض مداخلاته أمام برنامج مناظرات الدوحة، تحدث اللورد كاري من كليفتون أيضا عن حكومات أخرى تتراوح ممارساتها بين "الغموض" و "الشناعة".

وأضاف أسقف الكنيسة البريطانية بين عامي 1991-2002 أن السعودية أسوأ هذه الدول، ذلك أن "شعائر العبادة محظورة هناك على غير المسلمين".

مثل هذا الانتقاد الصارخ غير معهود في منبر عام داخل الخليج، حيث يخضع الإعلام لرقابة صارمة ويتحاشى المسؤولون إصدار أي تصريحات سلبية عن الدول المجاورة.

مداخلات اللورد كاري النارية جاءت خلال حلقة جديدة من مناظرات الدوحة تحت عنوان: " هذا الحضور يعتقد بأن على الحكومات العربية اتخاذ خطوات فورية لحماية الأقليات الدينية".
وصوّت 78 % من المشاركين – جلّهم من العرب – إلى جانب هذه الثيمة.

من بين المتحدثين الرئيسيين روجر بيسموث، اليهودي الوحيد الذي انتخب عضوا في البرلمان التونسي وعضو المجلس العالمي للبرلمانيين اليهود. وقال طرح مغاير، رأى بيسموث أن من الصعب حماية الأقليات – في العادة غير متجانسة ومنتشرة عبر البلاد – مفضلا في المقابل رفع سوية التعليم لمواجهة التطرف.
على أن هذا الطرح تعرض لانتقادات مقدم البرنامج الحواري تيم سباستيان، الذي ذكّر المحاور بأنه تدخل شخصيا لدى الحكومة التونسية بعد صدور تهديدات بالقتل ليهود على شوارع العاصمة.
ورد رجل التشريع التونسي بالقول: "أردت توفير الحماية ضد الاعتداءات اللفظية".
تحدث ضد ثيمة الحلقة القس الماروني اللبناني فادي ضو، الذي جادل بأن على الحكومات مواجهة التطرف بدلا من حوصلة الأقليات. وبينما أكد أن العديد من المسيحيين في العالم العربي لا يعتبرون أنفسهم أقليات، دعا اعضاء الحكومات العربية إلى "معالجة مصدر التهديد والتركيز على محاربة التطرف".
يشار إلى أن مناظرات الدوحة انطلقت عام 2004 منبرا حرا يمنح الشباب العرب فرصة مناقشة قضايا مصيرية تؤثر في حياتهم. تبث سلسلة المناظرات عبر شاشة البي.بي.سي (وورلد نيوز) منذ يناير 2005، وبالتالي تصل إلى اكثرمن 300 مليون مشاهد حول العالم. تنظم هذه المناظرات وتمولها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.