خاص لـ"وطن": بالفيديو.. الخليل: "امريش" بين روايتي "نعمة الخبز" وسقوط النيزك

27.10.2015 01:41 PM

الخليل – وطن – آلاء عواودة: بقيت قرية "امريش"، جنوب الخليل، شاهدة على رواية توارثتها الأجيال تتحدث عن "نعمة الخبز"، كما يقول الأجداد، وأن الله ينزل أشد عقاب على عباده إن لم يحافظوا عليها ويقدسونها، كونها نعمة إلهية، ومن لم يفعل تحول إلى "حجارة" لا يمكن تفتيها.

ويروي أحد سكان المنطقة رواية تراثية، الحاج محمد الشعراوي، تتحدث عن أصل صخور وحجارة "امريش"، قائلًا: وفق كبار السن في القرية، مر عرس من القرية وأساءت النساء فيه استخدام الخبز". مضيفًا "سمعت هذه الرواية من أجادي الذين عاشوا 100 عام ولم يؤكد أحدهم صحة هذه الرواية".

يقال أن صخور قرية مريش الغريبة، تكونت نتيجة عوامل جيوفيزيائية متعلقة بعلم الطبيعة، إذ أنها تعتبر من الحجارة القاسية ولا يمكن تفتتها بسهولة إضافة إلى لمعانها ومقاومتها للعوامل المناخية المختلفة، وصمودها على مدى العصور متخذتا أشكالًا مختلفة تميزها عن الحجارة الأخرى.

ويقول رئيس جمعية أبناء كنعان لحفظ التراث الفلسطيني في الخليل، يوسف نصار: وثقنا الرواية التراثية التي يتناقلها السكان، لكن هذه الرواية لا سند لها وربما لا صحة لها، لكنها رواية أثرية تحث على الحفاظ على نعم الخالق.

ويوضح أستاذ علم الآثار في جامعة الخليل، محمد عداربة، لــوطن: "امريش" مثلها مثل الخرب الأخرى في دورا ذات المئة موقع أثري، تحوي الكثير من المنشآت الحضارية التي تعود لفترات رومانية وبيزنطية وإسلامية، ولا تزال امريش مسكونة من قبل السكان المحليين الفلسطينيين، وتشكل بعدًا حضاريًا منذ الفترات الرومانية من خلال الأطلال المعمارية الشاهدة على هذا البعد، فهي تاريخيا تعتبر من الحقبة الرومانية والبيزنطية واستمرت للإسلامية.

البعض الآخر رجح أن تكون هذه الحجارة تكونت نتيجة سقوط نيزك منذ آلاف السنين على هذه المنطقة، ما أدى لانغماسها في الأرض، إذ لا تستطيع أي آلة حفر وإن كانت كبيرة حفرها، كما يقول البعض لشدة قساوتها. فيما يرى علماء الآثار أن هذه المنطقة من المناطق الأثرية والقديمة وأن رواية "النيزك" لا أساس لها من الصحة.

ويرجح نصار رواية "النيزك"، قائلًا: بعض الآلات عجزت عن تكسير هذه الصخور، وتفتت بفعل النيران، ووضعية الصخور وانغراسها بالأرض يشير إلى أن هنالك عاملًا قويًا جدًا غرسها في الأرض".

ويضيف عداربة: هذه آراء السكان المحليين التي لا تستند لأي أساس علمي أو واقعي، والأساس العلمي الذي نتبناه هو الذي يتوخى الدقة الأثرية في استخدام أساليب علمية متبعة في الآثار، سواء في "امريش" أو في مناطق أثرية أخرى، ولا يمكن الاعتماد على الرأي المحلي السائد الذي هو أشبه بالأسطورة أو الخرافة، فكل الآراء التي تشير إلى أن هناك كنزًا مفقودًا في هذه المنطقة. نافيًا رواية النيزك الذي دمر المنطقة وتكونت الصخور بفعله.

تصميم وتطوير