خاص لـ"وطن": بالفيديو.. "تشققات الجدران" تتحول بريشة "حميدة" للوحات فنية في طولكرم

19.12.2015 11:30 AM

طولكرم - وطن - سندس علي: لم تعد تشققات الجدران جراء العوامل الجوية والمناخية تشكل هاجسًا لأصحاب البيوت والمؤسسات والمدارس وغيرها، إذ ابتكر الفنان التشكيلي محمد حميدة، (36عامًا)، من قرية فرعون جنوبي طولكرم، حلاً إبداعيًا للتخلص منها بواسطة ريشته.

يقول حميدة، لـوطن، منذ قرابة الشهر، راقت لي فكرة الرسم على تشققات الجدران باستخدام ألوان "الأكريليك"، لإخفائها والتخلص من منظرها السيء، بأقل وقت وجهد وتكلفة، وبدأت رسم المناظر التجريدية على جدران مدرسة "كفر زيباد" الثانوية المختلطة، موضحًا بأت التشققات التي يعالجها بريشته لا تشكل خطراً.

ويعمل حميدة مدرسًا لمادة التربية الفنية، في مدرستيّ "كفر زيباد" و"كفر صور" الثانويتين المختلطتين، جنوب شرقي طولكرم.

ومنذ رسمه على تشققات جدران المدرسة، انتشرت هذه الفكرة التي نالت إعجاب كل من شاهدها، فبدأ بتنفيذها في المنازل وغيرها حسب طلب أصحابها، فهو لا يعتمد في عمله على كونه مدرس فقط، بل يعمل في التصميم والدهان في خارج أوقات الدوام الرسمي، وفق قوله.

يعود حميده في ذاكرته إلى الوراء عندما كان طالباً في المدرسة ويقول: كان زملائي وأستاذي قد لاحظوا بأن خطي متميز وكانوا دائمي التشجيع لي، ويطلب مني الأستاذ الكتابة على اللوح، على الرغم من أنني لم أكن أعتبر ذلك تميزاً ولم أدرك بأن الفن سوف يكون تخصصي ومجال عملي مستقبلاً.

وعن دراسته، يبين: درست تخصص الفنون التشكيلية في كلية الفنون الجميلة بجامعة النجاح الوطنية، وتخرجت منها بامتياز. مشيرًا إلى أنه أتقن الرسم والتخطيط والتصميم في آنٍ واحد، مستذكراً بأنه اجتاز امتحان القدرات قبل إتمام قبوله في كلية الفنون بجدراه، وكان يحل مكان مدرسيه عند انشغال أو غياب أحدهم، وتدريس زملائه الطلبة بعض الأساسيات.

ويضيف: أقتدي بأستاذي الدكتور محمد أبو سته، وتأثرت بالفنان إسماعيل شموط.

ويتابع حميدة: معظم لوحاتي تجاوزت الـ200، عدا عن الجداريات الثابته، تعبر عن الواقع والمواقف التي يعيشها الشعب الفلسطيني، حيث أن الفنان دائماً ما تكون الحاسة السادسة لديه حية، فهو ابن المحيط الذي يعيشه ويعبر عنه من خلال نظرته الخاصة.

ويشير إلى أن الفن هو كل شيء جميل في الحياة، ويظهر من خلال التعاملات اليومية والكلام والطعام وغيرها، كما يعزز تنمية الذوق واكتشاف القدرات، لافتًا إلى قدرات الطلبة الذين يدرسهم، قائلًا: لن أجبر أياً من طلبتي على تعلم الفن والرسم وغيره، وإنما أنمي لديهم ملكة اكتشاف الجمال في كل ما حولهم وفي شخصياتهم.

وشارك حميدة في عدة معارض بجامعة النجاح الوطنية وجامعة القدس المفتوحة فرع طولكرم، وآخر في مدينة أريحا، وبالإضافة إلى معرض بمشاركة فنانين تشكيليين من الأراضي المحتلة الـ48، ومعرض في فرنسا.

بدوره، يقول زميل حميدة ومدرس اللغة الإنجليزية، نبيل غنايم، في مدرسة "كفر زيباد" الثانوية، بأن ما نفذه حميدة من رسم على الجدران لإخفاء التشققات يعد تميزًا وإبداعًا، حيث عمل على تجميل منظر الحائط المشقق بتأثير الصواعق الجوية بأسلوب بسيط وسريع.

ويضيف: جمالية اللوحات التي رسمها الأستاذ محمد شكلت راحة نفسية لدى الطلبة، وانعكست إيجاباً على كل من شاهدها سواء داخل المدرسة أو من المجتمع المحلي، خاصة لمن شاهد تلك التشققات قبل الرسم عليها وبعده.

تصميم وتطوير