خاص لـ"وطن": بالفيديو.. غزة: سفراء "حسوب".. من البطالة والحصار إلى العالمية

20.01.2016 11:25 AM

غزة - وطن - عز الدين أبو عيشة: منصات العمل عن بعد، والربح من الانترنت بات حلم كل شاب في قطاع غزة، بعدما ارتفعت معدلات البطالة، وانخفضت فرص التوظيف في السلك الحكومي أو القطاع الخاص.

عشرة شباب من قطاع غزة أرادوا التغلب على واقع البطالة المتفشي، فصمموا منصة عمل حر، أطلقوا عليها اسم "حسوب"، لكسر قاعدة البطالة والسعي وراء الرزق والعمل وتوظيف قدراتهم الإبداعية، من أجل النهوض بمستقبلهم، فتمكنوا من التواصل مع شركات عالمية، حتى أطلق على عدد منهم لقب سفير.

يقول صاحب فكرة "حسوب" في قطاع غزة والذي أطلقت عليه بريطانيا لقب سفير لسعيه الأخذ بيد الشباب في القطاع لتجاوز خط الفقر، مصطفى كساب، (25 عامًا)، لــوطن: بعد تخرجنا من الجامعة، لم نجد فرصة عمل واحدة في مختلف المجالات، فقررنا عمل مجموعة شبابية تبحث عن فرص عمل خارج غزة، وتنجزها عن طريق الويب.

وتابع: بعد نجاحنا، تواصلنا مع دول أخرى وعرضنا عليهم الفكرة بعد تحسينها وجعلها تشمل أكبر عدد من الشباب في مختلف محافظات قطاع غزة، فوافقت دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة جنوب أفريقيا على ذلك.

ويبيّن كساب أنّ العالم يريد أنّ يتعامل مع مجموعة منظمة وتعمل وفق القانون، ما دفعهم إلى ترخيص شركتهم، وأطلقوا عليها اسم "حسوب" اقتداءً بالمجموعة البريطانية التي دعمت شركتهم في البداية.

ولفت إلى أنّ منصة عملهم تنافس المنصات الأجنبية، بحيث يجد الشباب سهولة في استخدامها.

وتقول عضو فريق عمل "حسوب"، والطالبة في الجامعة الإسلامية، قسم تكنولوجيا المعلومات، نهال زعرب، (22 عامًا): منحتني دولة الإمارات لقب سفير نوايا حسنة لها في قطاع غزة، بعد أن نظمتُ خطة كاملة لتجاوز الفقر مع فريق عملي في "حسوب".

وعن مبدأ عمل فريقهم الشبابي، تبين أنّهم يقومون بتطوير الويب العربي من خلال استثمار قدرات الشباب لتوفير العمل الحر لهم، وبمقابل مبلغ مادي لهم لتجاوز البطالة.

وتوضح زعرب أنّه من خلال عملها وجدت العديد من الشباب المبدعين، قائلة "لو أتيحت لهم فرصة السفر لوجدنا أغلبهم ريادين في مختلف دول العالم بمجالات شتى، وعلى رأسها العمل عبر المنصات".

وتؤكد أنّ المعابر تعمل على إعاقة عمل السفراء في القطاع نتيجة إغلاقها والحد من التنقل والخروج من غزة.

وتطمح نهال برفقة زملائها بإيصال فكرة العمل الحر إلى كل شخص، لكسر البطالة ومحاولة رفع خط الفقر.

يذكر أنها وفريق عملها يعقدون ورش عمل للشباب وتوعيتهم حول فائدة العمل عن بعد ودوره.

وتشير نهال إلى أنّ العديد من المشاريع تأتي بتنسيق بين عدد من الدول، ويكون هناك دعوات لزيارات الدولة المنسقة، ولكن بسبب إغلاق المعابر تضيع هذه الفرص في أدراج الرياح.

ويُقدر عدد الذين يعملون عن بعد عبر الانترنت بحوالي ثلاثة آلاف شاب من طلاب وخريجي الجامعات في القطاع.

ويقول العضو في فريق عمل "حسوب"، وصاحب خمسة أعوام من الخبرة في العمل عن بعد، حمدان أبو طعيمة، (26 عامًا)، إنّ "العمل الحر ساعد الكثير في تجاوز مشاكل البطالة".

ويضيف: هناك الكثير من الشباب يعملون عن بُعد، ونجد إقبالًا كبيرًا عليه، خاصة أنّه أسلوب جديد فيجذب الكثير من الناس له.

ويؤكد أبو طعيمة أنّ منصات العمل توفر أمان وظيفي ومالي، ويُمكِّن الشباب من توفير بعض الدخل لهم في ظل الظروف الصعبة.

وبحسب أحدث إحصائية نشرتها وزارة العمل، فإنّ نسبة البطالة في غزة تبلغ قرابة 60%.

تصميم وتطوير