دربكة في مكتب الرئيس... وامتعاض شعبي ...بقلم: جهاد حرب

29.06.2012 02:49 PM
أربك كشف الصحافة الاسرائيلية موعد لقاء الرئيس محمود عباس مع نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية شاؤول موفاز أقطاب مكتب الرئيس الفلسطيني ومستشاريه؛ فقد نفى د. صائب عريقات كبير المفاوضين الموعد فيما نكر حماد المستشار السياسي للرئيس غير متأكد، ليعاود د. عريقات تأكيد الموعد في الأول من تموز بمدينة رام الله.

هذا الارباك، على ما يبدو، مرده ثلاثة أمور؛ الأول: غياب التنسيق ما بين مستشاري الرئيس ومقربيه السياسيين. والثاني: احتكار بعضهم للمعلومات استنادا إلى مقولة قديمة "من يمتلك المعلومة يمتلك القرار" مما يفقد الأخرين القدرة على معرفة جدول اعمال الرئيس. والثالث محاولتهم (أي طاقم الرئيس) إخفاء موعد اللقاء عن الشعب الفلسطيني ربما خوفا من المعارضة الشعبية.

يشير هذا الأمر في حال كان أحد السببين الأولين، غياب التنسيق واحتكار المعلومات، إلى وجود خلل بنيوي في الطاقم السياسي للرئيس الفلسطيني، وهذا الخلل بحاجة إلى معالجة جوهرية في حدودها الإدارية والفنية تتعلق بوسائل الاتصال والتنسيق وثقافة الأشخاص.

أما اذا كان السبب الثالث المتمثل بمحاولة اخفاء اللقاء وموعده فذلك يعني "استغباءً" سياسيا من للشعب الفلسطيني قبل الطاقم السياسي، خاصة أن الحديث عن اللقاء المرتقب بدء منذ انضمام شاؤول موفاز للحكومة الاسرائيلية.

ويبدو أنهم غفلوا في تصريحاتهم، حول موعد اللقاء، عن مجموعة المؤشرات الدالة على قرب عقد هذا اللقاء، والتي اشارت إليها بعض التصريحات والتحركات من قبيل؛ اعلان د. محمد اشتية وجود ضغوطات أمريكية ودولية على الجانب الفلسطيني لعدم الاستمرار في مسار الأمم المتحدة، وذلك بعد لقاءات د. عريقات في واشنطن التي ترافقت مع عقد زعيم حزب كاديما شاؤول موفاز لقاءاته مع أقطاب الادارة الأمريكية.

وكذلك الاشارة الواضحة في خطاب الرئيس محمود عباس، في الاجتماع التاسع للمجلس الثوري، بخصوص بدء الحوار مع الحكومة الاسرائيلية مشترطا اطلاق سراح الاسرى المعتقلين قبل عام 1994 دفعة واحدة ورفضه تجزئة قضيتهم، وكذلك السماح بدخول التجهيزات المخصصة لأجهزة الأمن الفلسطينية بما فيها العربات المدرعة الروسية. وقبل ذلك الاعلان عن لقاءات سرية ما بين د. عريقات واسحق مولخو رئيس طاقم المفاوضات الاسرائيلي والتي في مضمونها الحديث عن بوادر حسن نية من قبل الطرف الاسرائيلي.

الامتعاض الشعبي المعلن عنه عبر شبكات التواصل الاجتماعي ليس فقط من لقاء شاؤول موفاز بحد ذاته؛ فجميع قادة اسرائيل "ملطغة أيديهم بالدماء" بطريقة أو بأخرى، وسوء التنسيق وعدم ضبط جدول مواعيد الرئيس السياسية كما هو واضح في هذه الحالة، بل من محاولة البعض "استغباء" الشعب الفلسطيني واتضاح، دائما، أن الصحافة الاسرائيلية أصدق إِنْبَاءً على خلاف ما قاله الشاعر الكبير أبو تمام "السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ .... في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ". كما أن الامتعاض الشعبي مرده أيضا حالة اللامفاوضات واللامقاومة وأيضا اللاصمود أو الصمود المستكين والصامت على ممارسات الاحتلال الاسرائيلي.

إذا كان هذا اللقاء جاء استجابة لضغوطات دولية؛ أمريكية في الأساس، أو محاولة لخرق حالة الجمود في المفاوضات وحالة اللاحرب واللاسلم، أو بدء حوار أو التعرف على توجهات الحكومة الاسرائيلية بعد توسيعها، ينبغي أن يكون عنوان هذا اللقاء "لدينا الكثير لنفعله وليس الكثير لنقوله".

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير