نبيل عمرو يكتب لـوطن: مؤتمر فتح وما يجب ان يليه

06.11.2016 08:58 AM

أربع حلقات متصلة إن لم ننجزها جميعاً فلا أمل بالخروج من المأزق الوطني .

الحلقة الأولى.. مؤتمر حركة فتح ، الذي تتحدد أهميته وطنياً ليس فقط بما ينتج عنه من قيادة جديدة او بيان

سياسي، وإنما بما يليه على الصعيد الوطني، نظرا لكون فتح هي حجر الزاوية ، والمؤشر الادق للمشروع الوطني وتقدمه .

الحلقة الثانية.. هي انعقاد المجلس الوطني الذي ما يزال بنظر الفلسطينيين والعالم ، البرلمان الشرعي للشعب الفلسطيني أينما وجد

، والاطار الوحيد المخول باتخاذ قرارات رئيسية، تتصل بالقضية الفلسطينية والبرامج السياسية للقيادة .

اما الحلقة الثالثة.. فهي الانتخابات الرئاسية والتشريعية، التي لابد ان تتم بقرار من المجلس الوطني وفي أسرع وقت ممكن كي يتولى ممثلوا الشعب

المنتخبون المسؤولية المباشرة عن معالجة الملفات المستعصية التي فشل في علاجها الحوار الثنائي بين فتح وحماس ، وكذلك ترتيب أوضاع السلطة الوطنية التي ما تزال حكومتها تقف على رجل واحدة ضعيفة ومرتعشة بحكم كونها كفت عن ان تكون حكومة وفاق

وطني كما خطط لها وأُمّل منها .

وفي ظل هذه الحلقات الثلاث ينبغي إيجاد متسع لحلقة رابعة هي الانتخابات المحلية التي أجلّت بفعل الخلل الذي اعترى الحلقات الثلاث، وجعل من اجرائها في موعدها ضربا من ضروب المستحيل ، مع ان

الحاجة لانتخابات كهذه تبدو اكثر من ملحة لصلتها الوثيقة بحياة الناس اليومية ومصالحهم القريبة والمباشرة .

هذه الحلقات الأربع هي أساس الحياة السياسية الفلسطينية ، ولو استثنيت واحدة منها تحت أي ذريعة فأن الخلل يظل قائما

وامكانيات الخروج من المأزق العام تظل بعيدة ومغلقة.

ولعلنا في غنىً عن سرد مزايا انجاز هذه الحلقات الأربعة، بقدر ما يتوجب علينا الإقرار بفداحة ما حل بنا جراء تجاهلها والتقصير في إنجازها .

لقد لحق بقضيتنا الوطنية ضرر كبير حين اتسع الخلل في الحلقة الأولى بما سحبه ذلك من آثار كارثية على العمل الوطني باجماله، فحين يصيب الخلل حجر الأساس علينا ان نخشى تفكك وانهيار البناء كله.

اما الحلقة الثانية، فقد خسرنا جراء اهمالها جبهة كبيرة

يحترمها العالم ويحسب لقراراتها وتوجهاتها الف حساب ، وهل نسينا ان منظمة التحرير تحظى باعتراف دولي يفوق بمرات الاعتراف بالسلطة، وهل نسينا ان السلطة التي تبلغ موازنتها السنوية المليارات من الدولارات، هي مجرد حي من احياء منظمة

التحرير ، وجزء من مكوناتها الوطنية العامة .

اما الحلقة الثالثة فهي ليست مجرد حكومة ووظائف لأنها نموذج اولي لدولتنا حين تكتمل، وهي كذلك تجربة تحت اختبار العالم بقدرة الشعب الفلسطيني على تأسيس كيان حديث وفعال .

لقد اسقطنا انفسنا في هذا الاختبار حين طلقنا بالثلاثة صندوق الاقتراع، بعد ان بشرّنا العالم بأنه أساس نظامنا السياسي، فإذا به مجرد عمل تكتيكي يحدث لمرة واحدة او مرتين لينتج فراغا قاتلا في الحكم والتشريع والرقابة ، ولكي نزيد الطين بلة فقد عممنا

جمود الحلقات الثلاث على المجتمع لتكون الانتخابات المحلية ضحية من ضحاياها .

ولكي لا ابدو متشائما تماما، فان الفرصة ما تزال قائمة لتدارك كل التقصير الفادح، بإعادة الحياة للحلقات الأربع ، وهذا امر بيدنا لا بيد غيرنا ان توفرت الإرادة ، وحين

تعقد فتح مؤتمرها كحلقة أولى نكون قطعنا جزءً هاما من الطريق الذي يؤمن لنا الخروج من المأزق شريطة ان لا نتوقف عن المضي عليه واكماله.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير