جامع وكنيسة عين عريك يشهدان على "الحلقة الأخيرة" من حكاية شاهين وخليل

12.08.2012 05:01 PM




رام الله - "وطن" - يوسف الشايب:

من المقرر، أن ينطلق بعد ظهر غد، من مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله، باتجاه قرية عين عريك القريبة، موكب جثمان الشهيدين أنيس خليل ورمزي شاهين، في جنازة عسكرية، حيث يشيع جثمان الأول من جامع القرية، والثاني من كنيسة الروم الآرثوذوكس فيها.

وكانت سلطات الاحتلال، أفرجت، عن رفات الشهيدين هليل وشاهين، شهداء عملية النقب (مجموعة حراس الأقصى والقبر المقدس)، وأعلنت مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة "فتح"، في بيان لها، اليوم، أن الحركة ستشيع اليوم، رفات الشهيدين رمزي شاهين، وأنيس خليل، شهداء عملية النقب (مجموعة حراس الأقصى والقبر المقدس)، بعد الإفراج عن جثمانيهما مما يسمى بـ"مقابر الأرقام".

وأفادت المفوضية في البيان، الذي تلقى موقع "وطن" نسخة عنه، بأن موكب التشييع سينطلق من مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله باتجاه مسقط رأسيهما في قرية عين عريك غرب مدينة رام الله الساعة الواحدة ظهرا، وسيصلى على جثمان الشهيد أنيس خليل في جامع القرية ومن ثم يوارى الثرى في مقبرة البلدة الساعة الواحدة والنصف، ثم سيعقبه بنصف ساعة الصلاة على رفات الشهيد رمزي شاهين في كنيسة الروم الأرثوذكس في البلدة ومن ثم مواراته الثرى.

يذكر أن الشهيد رمزي شاهين من مواليد العام 1970، والشهيد أنيس خليل من مواليد العام 1966، قد استشهدا في الحادي عشر من تشرين الثاني العام 1991، في منطقة النقب جنوب فلسطين بعد أن عبرا الحدود المصرية باتجاه الأرض المحتلة، مع مجموعة فدائية مؤلفة من أربعة مقاتلين، فوقعت معركة أسفرت عن استشهاد الثوار، فيما لم يعلن الاحتلال عن خسائره.

وكان وزير شؤون الاسرى عيسى قراقع، شدد، في مؤتمر صحفي في مركز الإعلام الحكوم بمدينة رام الله، اليوم، على أهمية دور وعمل الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والمفقودين في وضع حد لمبدأ استمرار احتجاز جثامين الشهداء كعقاب لهم ولذويهم، وكشف حقائق حول سرقة اسرائيل لاعضاء الشهداء والمتاجرة بها، من جهة أخرى طالب السلطة الفلسطينية بانشاء بنك ومختبر لاجراء فحوص الـ "دي.أن.إيه".

وأشار قراقع الى ضرورة استكمال مشروع ملاحقة سرقة جثامين الشهداء، والقيام بكافة الاجراءات اللازمة للتأكد من الجثث، مضيفاً "علينا الا نعتمد فقط على المبادرات الاسرائيلية في تسليم رفات الشهداء، وعلى الموضوع أن يكون سياسي وليس فقط انساني، وهذا الموضوع يجب أن يكون على رأس أجندة المفاوض الفلسطيني".

من جانبه أكد مدير عام الطب الشرعي في وزارة العدل زياد الاشهب، على تطابق نتائج فحوصات الحمض النووي التي أجريت للشهيدين أنيس خليل ورمزي شاهين، أما الشهيد عبد الناصر بوز فسيتم إجراء مزيد من الفحوصات على جثمانه، مشيراً إلى أن الفحوص أجريت في المملكة الاردنية، حيث تم أخذ عينات من رفات ثلاثة شهداء واخضاعها لفحوص الـ"دي.أن.إيه".

أما مدير عام مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الانسان عصام العاروري، فأفاد أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحجز رفات الشهداء في مقابر الارقام، وتخفي حقيقة استشهادهم، وجرائمها تجاههم، مضيفاً أن الحملة الوطنية جسدت ما يطمح له الشعب الفلسطيني من تلاحم وتوحد في ظل الانقسام، حيث توحدت عائلات الشهداء وباقي أفراد الشعب الفلسطيني بكافة انتماءاته الحزبية والدينية في الحملة، كما ووحدت العمل الرسمي والشعبي والمؤسساتي.

وأكد العاروري على أن الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والمفقودين الفلسطينيين والعرب جسدت التلاحم والوحدة الوطنية، باعتابرها تتكون من جميع ممثلي الفصائل الفلسطينية، فوحد الدم كل الفصائل الفلسطينية رغم الانقسام، كما وحدت العمل الأهلي والشعبي والرسمي والمؤسساتي.

وشدد العاروري على أن تسليم جثامين الشهيدين شاهين وخليل يؤكد على وحدة الدم الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه، كونهما نفذا العملية الفدائية سوية واستشهدا خلالها، وتقام لهما مراسم دفن مشتركة.

واعتبر العاروري أن تسليم جثامين الشهداء تؤكد على أن إسرائيل لديها خواصر ضعيفة، وأنه من الممكن إيلامها وانتزاع الحقوق منها، في حال القيام بأعمال ممنهجة.
تصميم وتطوير