"قامات".. توثيق بالافلام لنضالات، يجهلها جيل ناشئ

09.10.2017 12:51 PM

رام الله- وطن- مي زيادة: كان سيحتفظ بذكرى العملية التي نفذها والده في مخيم عسكر بنابلس عام 1990 لنفسه، عندما داهم بسيارة شحن دوريةً راجلة لجيش الاحتلال ، حيث أسفرت عملية الدهس حسب اعترافات الاحتلال عن إصابة الملازم أول "الينكس فرلينغ" بجروح خطيرة في حين أصيب ثلاثة آخرون بجروح مختلفة، لكن ما جال في عقله كان مختلفًاعندما شاهد مقاطع الفيديو للعملية واعتقال وتحرر والده فيما بعد.

أنس الاسطة رئيس مجلس ادارة مؤسسة "قامات" لتوثيق النضال الشعبي، يتحدث لـ"وطن"، عن مؤسسته، وكيف كان لنضال والده الفضل الاكبر في تأسيسها.

يقول: "في نهاية العام الماضي وأثناء ترتيب البيت تم العثور على شريط فيديو يعود لتصوير حصار مستشفى الاتحاد النسائي في مدينة نابلس من قبل الاحتلال بعد إصابة والده سمير الاسطة بعيار ناري في ساقه اليمنى خلال عملية دهس مجموعة من الجنود الإسرائيليين المتواجدين على مدخل مخيم عسكر، ويظهر في الفيديو مقاطع الحصار حيث يدخل المصور ايضا الى غرفة العمليات ويصور مقاطع كبيرة من العملية الجراحية لغاية تضميد الجراح والانتهاء منها وخطف الأسير من قبل الاحتلال في سيارة اسعاف "نجمة داوود"، وهو اول يوم اعتقال حيث حُكِم عليه بالسجن 15 عامًا قضاها كاملة، وكان هناك فيديو آخر لليوم الاول من تحرره من الاسر، ومن هنا تم تجميع المقطعين وإضافة مقابلات عدة مع والده تحدث خلالها عن العملية و فترة السجن وبعد الخروج، وايضاً كان هناك أصدقاء له في داخل السجن تم مقابلتهم وإنتاج فيلم ديكودراما عن كامل التجربة، وهذه كانت بداية النشأة ونواة مسؤسسة قامات لتوثيق النضال الشعبي".

يتابع الاسطة، "بعد التفكير الجدي في الموضوع، وجدت ان هناك آلاف التجارب المماثلة لتجربة والدي، وعندما سألت عن مؤسسات أهلية وغير أهلية مختصة بهكذا عمل لم اجد ابدا، حيث بدأنا تسجيل وترخيص مؤسسة "قامات" بمجلس إدارة شباب ومجلس استشاري لتكون المؤسسة الاولى من نوعها في هذا المجال، التي توثق النضال الفلسطيني عن طريق افلام وثائقية".

 

توثيق التجارب النضالية ... الجيل الجديد يجهل تضحيات السلف

ويقول في هذا السياق، "المؤسسة هي الاولى من نوعها لتوثيق التجارب النضالية الفلسطينية، فانبثقت عن قناعة راسخة بضرورة التشبّث بالموروث النضالي وتوثيقه بمنهجيات موضوعية علمية لعكس صورة مشرّفة عن نضالات ابناء شعبنا في الوطن والشتات".

وعن فريق العمل، يشير، الى انه مجلس الادارة تطوعي من مجموعة شبابية، اكبرهم عمرا يبلغ 32 عاما، وهي مؤسسة غير ربحية مسجلة فلسطينيا، نحن متعددي التخصصات والشهادات.

ويؤكد الاسطة تميزهم في "قامات"،"فهناك مؤسسات توثق الحقب الزمنية وتوثق التراث، لكن تجربتنا ان نوثّق التجارب عن طريق الافلام الوثائقية".

وعن المجلس الاستشاري الذي كوّنه، يقول: "حتى لانفقد الكبار في السن وتاريخهم، شكلنا مجلسًا يضم ثلاث فئات وهم الاكاديمين والمناضلين ورجال الاعمال، ليساعد كل شخص في نهضة المؤسسة بطريقته الخاصة".

ويذكر الاسطة أن الفكرة القادمة هي تشكيل متحف افتراضي على الموقع الالكتروني، وهذه الافلام المُنتجة ستعرض في مؤسسات ووزارت كوزارة التربية وذلك بعد التوقيع على ذكرات تفاهم بينهما، مضيفًا "من المهم ان تعرف اجيالنا القادمة تاريخنا ونضالنا".

ويشير الى ان العمل بدأ في "قامات" بداية العام، وكان حفل الاطلاق في شهر نيسان /ابريل، "ونعمل الان على توثيق حكاية عالم الذرة الفلسطيني منير نايفة، وهذا تأكيد على ان التوثيق للنضال الفلسطيني لايقتصر على جانب سياسي فقط ، فهناك المناضل في الجوانب العلمية ايضا".

ويردف القول: "لدينا افكار جديدة ومتجددة بشأن المؤسسة، ونسعى بكل الطرق لضم اكبر قدر ممكن للتجارب وللافراد الذي يساهمون في توثيقها، لذلك وجدنا انه من الممكن ان يكون كل اجتماع لمجلس الادارة في محافظة جديدة".

ويشير الى خطوة جديدة ستتمثل في مهرجان "قامات" السنوي، "لم نحدد الوقت بعد، لكن بصدد اعداد الخطة له، حيث سيتم فيه عرض اعمالنا، وستكون 4 افلام على اقل تقديرفي عام، وستراعي هذه الافلام أربعة عناصر رئيسية، وهي: تعدد الفصائل الفلسطينية، تعدد المناطق كالشتات، فلسطين 48، القدس، الضفة والقطاع، الى جانب مراعاة وجود النساء، لان لهن دور رئيسي في قضية النضال الفلسطيني، والامر الرابع الديانات، فأبناء الطائفتين المسيحية والسامرية لهما دور في النضال الفلسطيني ويجب ان يكون لهما وجود و اظهاره".

وختم حديثه بالتأكيد، على أن "قامات" فكرة تمس كل فلسطيني في بيته ويجب التعاون مع كل افراد وشرائح الوطن، وسنعتمد على الجيل الشاب في اعداد الافلام بشكل رئيسي، فهم محرك الوطن والثورة وحامي التاريخ.

تصميم وتطوير