ترامب هو الأفضل لإسرائيل بين جميع أسلافه

15.10.2017 09:30 AM

ترجمة خاصة وطن -  عن موقع واي نت - ترجمة: ناصر العيسة: كتب بنيامين انتوني في واي نت مقالا، اجمل فيه الاسباب التي تؤكد ان الرئيس الاميركي ترامب هو الاقرب الى اسرائيل من حيث المواقف وهو الاكثر حسما في قراراته .

أنا لست جمهوريا ولا ديمقراطيا، ولست أمريكيا. أنا إسرائيلي، وعندما يتعلق الأمر بطبيعة التعامل الأمريكي مع إسرائيل، فإنني أفضل معاملة ترامب على "تعليمات" أوباما. ولن يمر على قادة إسرائيل مثل هذا الوقت من المرونة والمساحة الاستراتيجية، ومن الضروري بالتالي أن يفعلوا ذلك من أجل الصالح العام لبلدنا ولمستقبلها، وفق الكاتب.

ويضيف: أكتب اليوم لأن الجمعية العامة للأمم المتحدة في ظهرنا. وبعد أن استمعت باهتمام خاص إلى خطاب الرئيس الأمريكي ترامب في الأمم المتحدة، فإنه يتوجب أن أعلن شيئا كنت أتوقعه منذ فترة طويلة، ولكنني أدركت الآن أنه بات حقيقة ماثلة. وحتى الآن، ومع إيلائه اهتماما خاصا وحصريا لدولة إسرائيل، فإنني أرى أن أفعال وأقوال ترامب تجاه إسرائيل تتفوق وبكل وضوح على أفعال وأقوال جميع أسلافه.

ويسرد فيما يلي الأسباب التي يؤيد ترامب بناء عليها، مع إدراكه التام لحقيقة أن الكثيرين في إسرائيل يتفقون معه، مثلما قد يختلف معه آخرون:

1. تردد الإدارة الامريكية السابقة رغم مخاوف إسرائيل وإلحاحها

في إحدى الحالات، ثارت قضية استخدام الاسلحة الكيماوية في منطقة قريبة من دمشق بسوريا ، في شهر آب من عام 2013، مما أودى بحياة المئات من الأشخاص. قرر الرئيس أوباما على إثر ذلك  توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا. وتمهيدا لذلك، صدرت الكثير من الإعلانات والتصريحات الصاخبة من الرئيس السابق ومن وزير خارجيته كيري حول "الضرورة الأخلاقية والملحة" للتدخل العسكري الأمريكي ضد سوريا. ولكن بعد عدة أيام من الهجوم الكيميائي، وبعيد نزهة قصيرة في حديقة البيت الأبيض مع رئيس الأركان آنذاك، عقد الرئيس أوباما مؤتمرا صحفيا أعلن فيه عن موقف سياسي جاء دون كل التوقعات. فقد دار حول نفسه وكرر كلامه حول دعمه للضربة، غير أنه قرر عرض المسألة على الكونغرس قبل الشروع في أي عمل عسكري. وفي نهاية المطاف، أدار الكونغرس ظهره لهذه الضربة، فيما يبدو أن أوباما كان ينتظر هذه النتيجة.

على الصعيد الأمريكي، لم يترتب على قرار الكونغرس أي شيء، سوى أن أوباما اطمأن أن الأمور تسير بشكل طبيعي وأن أمريكا وشعبها تتابع حياتها بشكل طبيعي.

أما هنا في إسرائيل، فقد اعتبرت الحكومة الإسرائيلية أن أية ضربة من الولايات المتحدة على سوريا يمكن أن تؤدي إلى ضربة انتقامية من قبل سوريا ضد إسرائيل، مع الأخذ بعين الاعتبار أن احتمال وقوع رد سوري يبقى ضئيلا جدا كما هو معروف. وبالملخص، فإن من يدفع الثمن في حالة وقوع رد كهذا، هم  الإسرائيليون. مع العلم أن الوقت الذي قضاه الساسة الأميركيون في النقاش والكلام، قضاه مواطنو إسرائيل في ترقب وذعر. لقد كنا نحن، الاسرائيليون (وليس الشعب الأمريكي)، من طلبت منهم حكومته الحضور العاجل إلى المستودعات، لاستلام الأقنعة الواقية من الغازات على وجه السرعة تحسبا لهجوم كيميائي وشيك من الشمال. وهذا تأكيد جديد على أنه ليس هناك أحد أقدر على فهم مخاوفك أكثر منك ومن حكومتك.

يقول الكاتب: "كانت التقديرات تشير إلى أن الهجوم الكيميائ قد يتكرر. ومع احتمال كهذا، فانني أتمنى ألا أضطر مرة أخرى إلى رؤية أو استعمال "قناع الغاز" الذي استلمته من الجبهة الداخلية". وهكذا، وعندما حدث هجوم كيميائي آخر بتاريخ 4/4/2017، حيث كان الرئيس الجديد يشغل منصبه في المكتب البيضاوي، كنت في غاية السرور لأن رد فعل ترامب كان مختلفا. ففي غضون يومين فقط (أي بتاريخ 6/4/2017)، ودون نقاش أو كلام أو خطابات علنية، قامت إدارة ترامب بتوجيه ضربة عسكرية قوية ضد القواعد الجوية السورية. وأنا كمواطن إسرائيلي، أفضل نهج ترامب على نهج أوباما بهذا الخصوص".

2. الزيارات إلى الشرق الأوسط و (أحيانا) إلى إسرائيل
قام باراك أوباما، بتاريخ 4/6/2009، أي بعد أشهر قليلة من توليه منصبه، وفي سياق زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط، بإلقاء "خطاب القاهرة" الذي دعا فيه إلى إقامة دولة فلسطينية وفقا لبنود "خارطة الطريق".

وفي هذا السياق، أعاد أوباما تنشيط عملية سلام محسوبة تستند إلى مفهوم "الأرض مقابل السلام". وفي سياقه، قام بتنفيذ ضغط دبلوماسي مفرط ومستمر على رئيس الوزراء نتنياهو. فقد طالبه بتقديم المزيد من الامتيازات والتسهيلات للفلسطينيين على الأرض، وتقسيم القدس، وإزالة المزيد من التجمعات اليهودية من الضفة الغربية، وغير ذلك من مطالب. وبالمناسبة، فقد استرسل في تلك المطالب رغم أنه استبعد إسرائيل من خطة زيارته تلك إلى الشرق الأوسط، وهي خطوة اعتبرها الكثير من الإسرائيليين بمثابة جرس إنذار، خاصة عند قرنها بمضمون "خطاب القاهرة". ولم تكتفي الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل من ذاتها فقط، بل قامت أيضا بحث المجتمع الدولي على أن يفعل ذات الشيء.

وعلى النقيض من ذلك، فقد زار الرئيس ترامب الشرق الأوسط في شهر 5/2017، وهي سمة تعتبر أفضلية له على إدارات أسلافه. وإن زيارة إسرائيل بالذات تشكل سمة أساسية من سمات تلك الرحلة إلى الشرق الأوسط إجمالا. وحتى يومنا هذا، لم يمارس ترامب أية ضغوط علنية تذكر على إسرائيل لتقديم تنازلات قد لا تكون في صالح الشعب الإسرائيلي ومستقبله. كما أنه لم يؤيد أو يفرض أي خطة سلام معينة.

3. بخصوص العلاقات الدولية والعلاقات الشخصية
منذ بدايات الإدارة الأمريكية السابقة، كان هناك الكثير من المؤشرات على خلافات واختلافات في وجهات النظر بين الرئيس أوباما ورئيس الوزراء نتنياهو، وقد برز ذلك سواء عبر الاجتماعات العامة الساخنة في المكتب البيضاوي، أو الخلافات العلنية على مجمل خطة العمل الأمريكية للمنطقة.

وعلى النقيض من الفكرة التي كان يتم التعبير عنها وتكرارها كثيرا، بأن "الخلافات بين القيادتين لن تؤثر على السياسة الأميركية تجاه إسرائيل"، فإنني أعتقد أن العكس تماما هو الصحيح. وليس أدل على ذلك من إحجام الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد القرار رقم (2334) والذي طالب إسرائيل بوقف الاستيطان.

يضيف الكاتب: "لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالأهم بالنسبة لي كان في جلسات الأمم المتحدة. ففي يوم 24/9/2017، كان الخطاب الأممي لأوباما، حيث تجلت ضغوط أوباما على إسرائيل ومطالباته لها من على منبر الأمم المتحدة. بل تابع ذلك إلى الجلوس شخصيا مع قادة اخرين من العالم، مع الإشارة إلى أن إسرائيل تعتبر العديد منهم بمثابة خصوم عنيدين "للدولة اليهودية"، وفق الكاتب.
وعلى النقيض من ذلك أيضا، وفي خطاب أممي بتاريخ 19/9/2017، ذكر الرئيس ترامب إسرائيل مرة واحدة فقط، وكان ذكرا حاسما داعما لإسرائيل دون مواربة، حيث أكد رفضه دعوات إيران لتدمير إسرائيل.
كما أنه لم يوجه أية ضغوط على إسرائيل لدفعها نحو سياسات السلام، التي أثبتت حتى الآن أنها فاشلة في أحسن الأحوال، وكارثية جدا في أسوأ الأحوال. وبالتالي، فإن الرئيس ترامب لم يوجه انتقادا علنيا واحدا إلى إسرائيل.

4. بإمكان حكومتنا رفض حل الدولتين وطرح أي بديل
بينما أعتقد أن الظروف اليوم وغدا ستكون أفضل مما كانت عليه في الماضي، فمن الجيد أن نستثمر ونستمتع بهذه المرونة. كما يتوجب على قادة إسرائيل ألا يبددوا الفرص التي يمكن أن يتيحها لهم المناخ الحالي. يتوجب عليهم مثلا البدء بمسارات جديدة نحو إنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. هذا لأن الاستثمار الصحيح لأي واقع سياسي لا يكمن في الجلوس ومراقبة الأمور فحسب، بل تجييرها نحو تحقيق أهداف إسرائيل، وفق الكاتب.

لا ننسى أن إدارة أوباما شهدت تراجعا إسرائيليا، ونفاذا كاملا في بعض الأحيان لكل خيارات المناورة. لقد مرت أوقات "سرقت" فيها كل مساحات المناورة الاستراتيجية من رئيس الوزراء نتنياهو. وبما أن باراك أوباما لم يعد في الرئاسة الان، فإن ترامب لم يعد يتمسك بسياسات لا يوافق عليها على رئيس الوزراء الإسرائيلي. وفي هذا السياق الجيد، يجب على رئيس وزرائنا الآن أن يحدد سياسات استراتيجية مستدامة تضع مصالح إسرائيل فوق كل اعتبار، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بعملية السلام، حسب الكاتب.

في وقت سابق من هذا العام، وخلال أول مؤتمر صحفي بين ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض، نأى كل من الزعيمين الإسرائيلي والأمريكي عن حل الدولتين "الميت". ولقد كان من دواعي سروري أن فعلا ذلك. وبالتالي، فإن الظروف تسمح بالمبادرة، ويجب على رئيس الوزراء نتنياهو الآن أن يطرح البديل الأنسب لشعبه، وأن يتحرك مباشرة وفق هذه المعطيات.

يختم الكاتب مقالته بالقول: "دعونا نرفض مبدأ أن حل الدولتين هو الحل الوحيد. لقد وجدت دولة إسرائيل من أجل ضمان حق الشعب اليهودي في تقرير مصيره، والسعي إليه. يجب على قادة إسرائيل قيادتنا استراتيجيا وفق هذا التوجه. وإذا لم نستغل الفرصة ونفعل ذلك، فإن الأجيال المقبلة ستشعر بالأسف الشديد، وستلومنا أشد لوم، وستتذكر أن الفرص التي جاءت على زمن ترامب لن تتكرر، مقارنة بالجفاف الذي مررنا به في فترة أوباما. إن الواقع الحالي قد يتغير، ويجب على قادتنا بالتالي أن يتصرفوا بجرأة وبأقصى سرعة".

تصميم وتطوير