أول مصنع فلسطيني لتدوير النفايات في غزة المحاصرة

22.10.2012 11:53 PM
غزة - وكالات - وطن للانباء: في رفح، وبالتحديد في منطقة تل السلطان بالقرب من الحدود الفلسطينية المصرية، أنشئ أول مصنع لإعادة تدوير النفايات بكافة أشكالها واستيعاب مئات الأطنان من المتكدس منها بالمكبات والحاويات في المناطق المختلفة من المحافظة.

وأقيم المصنع بفكرة وإشراف فلسطيني وتصميم محلي كامل وأياد عاملة من أهل المحافظة دون تدخل خارجي.

ويعتبر هذا المشروع الأول الذي يهدف للحفاظ على البيئة من خلال التخلص من النفايات بالمحافظة الجنوبية.

الدكتور على برهوم، مدير عام بلدية رفح، يوضح أن المشروع عبارة عن فكرة علمية للتعامل مع النفايات الصلبة بطريقة صحية وبيئية آمنة.

وبيّن برهوم أن المشروع أقامته جمعية أصدقاء البيئة بالتعاون مع البلدية وبتمويل من "UNDP" وأن مساحته تقدر بحوالي 8 دونمات وتكلفة تقدر بمليون دولار, ويستوعب أياد عاملة من كلا الجنسين.

وأشار برهوم إلى أن الهدف من المصنع هو تقليل حجم النفايات المراد التخلص منها بشكل كامل وفي نفس الوقت توفير فرص عمل جديدة، إضافة إلى الاستفادة من المواد الناتجة عن النفايات.

واعتبر المشروع أكبر تحد للحصار المفروض على قطاع غزة من خلال استغلال المواد الناتجة عن المفرزة، وإعادة توريد المواد المختلفة كالورق والبلاستيك إلى المصانع المتخصصة بذلك والعاملة بالقطاع إضافة إلى تصدير الحديد للخارج واستخراج السماد العضوي الصالح للزراعة، وتوفير فرص عمل للعاطلين.

وبيّن برهوم أن المشروع في الوقت الحالي يشمل محافظة رفح فقط وخلال 3 سنوات سيتضح الأمر هل سيشمل باقي المحافظات أم لا؟.

ونوّه إلى أن آلية العمل بالمصنع تتم من خلال جمع النفايات من المنازل إلى مكان التجمع الخاص بالمشروع بعد ذلك يتم إدخالها عبر خط فرز من محطة الاستقبال وينتهي إلى محطة الفرز اليدوي بأشكالها المختلفة، موضحا أن العاملين في المشروع هم عمال مؤقتون يعملون وفق نظام العقود والبطالة، وفي حال نجاح المشروع واستمراره سيتم تثبيتهم، وفق صحيفة "الاستقلال" على موقعها الالكتروني.

وعن عمل النساء في المشروع، أوضح برهوم أن عملهن سينتهي خلال أسبوعين، مبينا أنهن يعملن عن طريق مؤسسة داعمة بنظام العقود.

بدوره، أكد الدكتور سمير العفيفي، رئيس جمعية أصدقاء البيئة الفلسطينية أن أهمية المشروع تكمن في المشاركة الفاعلة بالحفاظ على البيئة، والتقليل من حجم النفايات المتكدسة في المدينة.

وأوضح أن النتائج المتوقعة من تشغيل المحطة بناء بنية تحتية صناعية من خلال المواد التي سيتم فرزها، مثل الزجاج والكرتون والحديد وغيرها، مشيرا إلى أن محطة فرز النفايات ستعمل على إطالة عمر المكب الرئيسي بالمحافظة من 10 سنوات إلى 30 سنة.


وبحسب المتابع والمشرف على المشروع محمد النيرب، فإن من أهم أهداف المشروع زيادة العمر الافتراضي لمكب نفايات رفح صوفا الرئيس والذي تبلغ مساحته 40 دونما , إلى جانب التقليل من التلوث البيئي الناتج عن تلك المخلفات الصلبة, من خلال المحافظة على المياه الجوفية من العصارات الناتجة عنها عن طريق منع نفاذها إلى البئر الجوفي.

وقال النيرب: المشروع يسعى لتوفير فرص عمل لذوي الدخل المحدود , ويعمل فيه زهاء 35 عامل على بند البطالة ".

وأوضح النيرب أن نفايات رفح تقدر بـ120 طنا يورد 30 في المائة منها إلى مكب صوفا، مشيرا إلى أنه في المستقبل القريب سيتم استيعاب 250 طنا من مخلفات محافظتي رفح وخان يونس حال استكمال المشروع.

وبيّن أن 60% من النفايات عبارة عن مواد عضوية يتم تحويلها إلى سماد عضوي، وبالتالي يتم الاستفادة منه وتوصيله إلى المزارعين مقابل تخفيض التكلفة الزراعية بدلا من استيراده من الجانب (الإسرائيلي)، بالإضافة إلى كونه غير ضار على الإنسان والتربة.

ودعا النيرب المؤسسات الدولية لدعم المحطة لاستكمال تنفيذ مراحل المشروع بشكل كامل لاستيعاب أكبر قدر من النفايات.

ومن اللافت للانتباه أن غالبية العاملين في المصنع هن من النساء حيث يبلغ عددهن26 امرأة يعملن تحت بند العقود الخاص براتب 1200 شيكل شهريا.

وتذكر فاطمة، إحدى العاملات أن مشروع إعادة تدوير المخلفات أتاح لها فرصة للالتحاق بعمل تعيل من دخله أسرتها.
تصميم وتطوير